ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 28/01/2013 Issue 14732 14732 الأثنين 16 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

عن الموت أسفار موغلة في تأريخ الفكر البشري..

تناقل عنه الرواة مذ عصر الترحل في الصحاري والبراري والمفازات..

مذ سهر الليالي في المعتمات والمقمرات..

حدا به الرُّحل يستدرون الحنين، ويوقظون الشجن، ويجلبون الذكرى., ويأنسون بالطيوف...

سهرت به النسوة حول القمر..

عبثت به قرائح الشعراء..

لعبت به أصابع العازفين..

وريش الرسامين..., وسواعد النحاتين..

خلف للبشرية إرثاً من الإبداع في نصوص مسردة.., وقصص موجدة..

انكفأت به الصدور في عزلتها، واختبأت به الدموع في محجرها..

رسمته الريش, وشكلته النحوت.., ولونته المخيلات..

وبقي الموت غريباً يهابه المنتظر.., وملاذاً يتسدعيه المثقل،..

وبقي الموت لغزاً للأحياء.., ..

زائر قادم مجهول لا مواعيد له, ..لا يخضع لذكاء الإنسان .., ولا حيلته..

لا يهادنه، لا يراوغه، لا يتحدث إليه..

الموت،.. قصة بدء أو نهاية..؟

رسوله طارق فرح، أو ترح..؟

حكاياته..، مواعيده، هيآته .., ما الذي تتركه في الإنسان حدثاً، وحديثاً يتجدد مع كل نبضة في صبح وثبتهم، وليل سهرتهم وضحى جلستهم...

لطالما حير أذهان البشر، ظنوه نهاية، وفكروا فيه بداية.., نصبوه «سيداً للدنيا « في بعض تراثهم، ..

أعدوا له مراسم تنوعت بتنوعهم, وطقوساً تلونت باختلاف معتقداتهم..

تشكلت بأفكارهم، ونُقلت بأساليبهم.., ووسمت بأشكال ثقافتهم..

لكن، الموت الذي يُحمل فيه ابن آدم على «آلة حدباء»، لا يشبه الموت الذي يعسكر في الإنسان، والروح نابضة في جسمه..

ذلك قدر الخالق فيما خلق... قدَّر الأجلَ، وحدَّد اللحظة ..، لا إرادة له هذا الإنسان فيها، ولا علم له بها..

هو درسٌ للإنسان لتحجيمه أمام نفسه ..تلك التي فاضت بغرورها، وتعجز عند حدودها..!

الموت هذا الذي يتجلى بين الأحياء، يعيث يقدرات الإنسان، ويقضي على هممه، ويشل طموحه .., ألا يكون مدار تفكيره..؟

ومحور إحيائه ..؟

فالموت اللغز .., له شبيه .., تدب الروح في الجسم، فيما هو يعشش في العروق..

لغز آخر ..., والإنسان يعيش..!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

لما هو آت
ينبضُ وهو ميتٌ..!!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة