ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 29/01/2013 Issue 14733 14733 الثلاثاء 17 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تساءلت في حوار عن الحالة المصرية، والانقسام الحاد داخل المجتمع المصري بشقيه السياسي والاجتماعي؟

رد أحد الزملاء الإعلاميين المصريين “الإخوان سبب أول انقسام حاد وعنيف في الشارع المصري”. ثم وجدت نفسي أردد دون وعي: “ألا تكبرون...؟!”.

حالة من الانقسام والتقسيم حدثت ولا تزال بسبب الإدارة الإخوانية للبلاد، ليس ذلك وحسب بل وإصرارها على التفرد بالقرار والتوجهات فيما يخدم عقيدة الجماعة، على حساب الأمة، وحساب مصر والتاريخ؟.

وهو أسلوب كان يمكن أن يكتب له النجاح في مراحل تاريخية ماضية لحكم الشعب والبلاد عبر أيدلوجية سياسية-دينية حديدية، لكن من حسن حظ الناس، وسوء حظ الإخوان أن الزمن تغير، كما أن مصر تختلف عن غيرها، ليست سهلة أو بسيطة كما يعتقد الإخوان أو غيرهم، هي خليط وتركيب من التنوع الهائل.

إدارة الإخوان حتى تحت حزب سياسي -الحرية والعدالة- للدولة المصرية كان متوقع لها ببساطة الفشل.

لأن إدارة الدولة غير إدارة جماعة، وإدارة اقتصاد أبعد وأكثر تعقيداً من إدارة تبرعات -أو اشتركات- أو جمعية خيرية.

وإدارة أعضاء موافقين على الدوام على أقوال وأفعال صاحب البيعة-المرشد، غير إدارة شعب متنوع الأعراق والثقافة، وبالطبع ردود الأفعال.

تلك العقلية البسيطة والراغبة في الوقت ذاته بالتفرد بالسلطة هي السبب الأول والأخير في حال الفوضى التي تشهدها القاهرة ومختلف المحافظات المصرية، حالة جعلت قيادات مستقلة تعلن تخوفها في أن تؤدي الأمور إلى حرب أهلية.

والحقيقة أن لا أحد يمكن له السيطرة على مشهد العنف الراهن هناك، ولا يمكن لأحد أن يسيطر على تلك الطاقات الهائلة لدى الشباب بمختلف الظواهر والحضور في ميادين المدن المصرية، خذ مثلا ظاهرة “الألتراس” وهي روابط تشجيعية تهدف لمناصرة فرقها الرياضية وخاصة كرة القدم، فقد أصبحت تمثل معادلة هامة على الساحة السياسية، والأحداث المؤثرة، آخرها إحياء ذكرى الثورة ثم المواجهات الحالية في بورسعيد.

“الثورة ما تزال قائمة”، هذا ما يؤكده عدد من القوى الثورية المصرية. فبالنسبة لها “الأمور لم تنته والتغيير آت، وفي أي لحظة قد يحصل، فحاجز الخوف انكسر والزمن لن يعود إلى الوراء، رغم الاعتراف بأن الأمور صعبة جداً”، “والاقتصاد قد ينهار في أي لحظة”.

الطريف، أنه بعد كل هذه الإخفاقات السياسية والاقتصادية في فترة زمنية قياسية، تأتي الجماعة -جماعة الإخوان المسلمين- لتؤكد فشلها مجدداً في الاستيعاب أيضاً، حيث حمَّلت ما وصفته بالإعلام المضلِّل، مسؤولية شحن الناس بالكراهية ضد النظام والتحريض، وقالت في بيان لها إن البلطجية والعصابات السوداء اعتدت على الشرطة والأفراد والمؤسسات الحكومية والممتلكات. كما اتهمت أحزاباً سياسية بالصمت على إدانة هذه الجرائم، بل وترحيب بعض القوى بها، ما يمنح مرتكبيها غطاء سياسياً.!

الجماعة -بارك الله فيها-!، نسيت نفسها وتقصيرها وأفعالها المعلنة أو السرية، ولم تتحدث عن مسؤوليتها وإخفاقاتها وتسريع مخططات التفرد بالسلطة.. وطبعاً العناد والمكابرة والغرور في العلاقة بالقوى السياسية الأخرى.

الإخوان.. وتقسيم مصر..لماذا..؟!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة