ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 29/01/2013 Issue 14733 14733 الثلاثاء 17 ربيع الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

(نشرت الحلقة الثانية من هذا المقال يوم الأحد الماضي قبل الحلقة الأولى بطريق الخطأ، لهذا لزم التنويه مع الاعتذار).

على مشارف عام 2013 نقف مرة أخرى نتأمل أحوالنا وتوقعاتنا وتطلعاتنا هل مرعام 2012 سريعا؟ أم متثاقلا؟ أتكهن أن أغلبنا دعا الله أن يحمله بكل أدرانه ويترك أيامنا للتفاؤل بعام أفضل؟

بالنسبة لنا كعرب عايشنا العام الفائت استمراراً غير مريح بتناقضات ساحة الأحداث السياسية, وتقلبات مشاعر الناس في دموية الشوارع, وتخبطات ما بعد الثورات, التي جاءت تحت مسمى متفائل وظلت ملتبسة الهوية الزمنية لتنحرف في أغلب المواقع إلى تخوف وتشاؤم. كثير من المواقع التي تأججت هدأت قليلا, ولكنها لم تستقر بعد لتواصل مسيرة البناء نحو المرغوب فيه, بعد الهدم لما كان مرفوضا. وكثير من المواطنين العرب مروا بتغيرات سلبية من حيث الاستقرار ومستوى الحياة المعيشية, بل إن الآلاف فقدوا الاستقرار تماما وأضحوا لاجئين في معسكرات خارج أوطانهم. كان عام 2012 عاما داميا موجعا وحاد المشاعر في البحرين واليمن وسوريا.. ومكتئبا في السودان الذي انقسم إلى سودانين, ولبنان الذي توالت فيه الاغتيالات والنزاعات.. وملتبس الهوية في تونس وليبيا ومصر، حيث تكشفت طموحات مستترة, وتوضح الاختلاف في مفهوم الديمقراطية بين الأحزاب والتوجهات الناشطة؛ وعاما منذرا بتأجج المسيرات والمطالب والاحتجاجات في شوارع الكويت والأردن والمغرب واستمرار للتراجع الاقتصادي في حال البيوت السعودية. ولكنه كان عام استرجاع العافية اقتصاديا في الإمارات, وعام نماء في قطر. ومع هذا فيحسب لعام 2012 بعض الأحداث التي أسعدت الغالبية في الجمع العام العربي بصورة أو بأخرى. مثلا قرار الأمم المتحدة بالموافقة على أن تكون فلسطين الدولة 194 برتبة مراقب جاء باتفاق أغلبية الدول مقابل رفض قلة تعد على الأصابع وامتناع 39 عن التصويت. قد لا يكون تحقيقا لكل حلم «نا» كعرب أو فلسطينيين ولكنه خطوة في الاتجاه الصحيح. وفوز الإخوان المسلمين في انتخابات مصر قد لا يكون مرضيا لكل المصريين أو كل المسلمين أو كل العرب ولكنه خطوة إيجابية حيث سيعايش المصريون تجربتهم الأولى في الاختيار بين مرشحين في انتخابات حرة.. وينضجوا بتذوق نتائجها على مدى أربع سنوات قبل أن يعودوا للانتخاب من جديد. افتتاح مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان في فيينا عاصمة النمسا قد يكون غير متفق على درجة التفاؤل بما سيحققه على المدى القصير ولكنه على المدى الطويل أيضا خطوة في الاتجاه الصحيح فنحن لا نعيش في قوقعة أو فقاعة مفصولة عن الغير في هذا الوجود الكوني الذي تتداخل شبكات تفاعلاته واحتياجاته سياسيا واقتصاديا وثقافيا. ويظل نضج الحوار عبر المشتركات والاختلافات الدينية أهم الجسور التي تضمن التفهم والتقبلالتعايش والتعاون للعمل كفريق لسعادة الإنسانية جمعاء, خاصة والمجتمعات البشرية اليوم لم تعد تلك الخالصة النسيج، بل أصبحت ساحاتها مفتوحة البوابات على كل المجتمعات والثقافات في حركة دراسة أكاديمية وتدريب مهني وتنقل للعمل الوظيفي والتخصصي. ويبقى لنا أن نشترك في الدعاء على أعتاب العام: اللهم اجعله عاما يرسخ الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي والوئام العام في كل ربوع»نا» البشرية.

حوار حضاري
خطوات «نا» في عام.. 1-2
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة