Al-jazirah daily newspaper
ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 13/02/2013 Issue 14748 14748 الاربعاء 03 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

قبل 1400 عام لم يكن لدى البشر معلومات عن البحار؛ وبالتالي لم يهتموا بعلم البحار، أو يتمكنوا من فك رموز قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا} (الفرقان: 53)، وقوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ} (الرحمن: 19-20)، حتى جاء من أولى البحار وعلم البحار

اهتماماً منح الدارسين والباحثين والعلماء قدرة على فك رموز ما استغلق من قصده -سبحانه وتعالى - من البحرين اللذين مرجهما، ووضع بينهما برزخاً حال دون اختلاطهما أو اختلاط خواصهما أو بين أن يبغي ماء على الماء الآخر، حينما لم يعثروا على حاجز مرئي أو ملحوظ ومشاهد للعيان. لكنهم، وبناء على نتائج الدراسات والبحوث اكتشفوا أن المياه تنقسم إلى ثلاثة أنواع (موقع الإعجاز العلمي):

1 - مياه الأنهار وهي شديدة العذوبة.

2 - مياه البحار وهي شديدة الملوحة.

3 - مياه في منطقة المصب مزيج من الملوحة والعذوبة، وهي منطقة فاصلة بين النهر والبحر متحركة بينهما بحسب مد البحر وجزره، وفيضان النهر وجفافه، وتزداد الملوحة فيها كلما قربت من البحر، وتزدد درجة العذوبة كلما قربت من النهر.

ثم خلص العلماء إلى أنه: يوجد برزخ مائي يحيط بمنطقة المصب ويحافظ على هذه المنطقة بخصائصها المميزة له حتى ولو كان النهر يصب إلى البحر من مكان مرتفع في صورة شلال.

يحدث عدم الالتقاء المباشر بين ماء النهر وماء البحر في منطقة المصب بالرغم من حركة المد والجزر وحالات الفيضان والانحسار التي تُعتبر من أقوى عوامل المزج؛ لأن البرزخ المحيط بمنطقة المصب يفصل بينهما على الدوام. ومعجزة الخلق تمثلت في أن البرزخ ما هو إلا حاجز مائي محيط بالمصب يحول دون اختلاط خواص كلا الماءَيْن رغم أن ماء النهر والبحر في حالة ذهاب وإياب واختلاط واضطراب. ماء المصب الفاصل والمكون حِجراً على الكائنات الحية التي فيه محجورٌ على الكائنات الخاصة بالبحار والأنهار.

فما القيمة لهذه البحار أو لذلك الماء الذي انفرد العلماء من أجل دراسته وخوض غمار معجزات الخالق فيه؛ وبالتالي المناداة بترشيد استهلاكه رغم أن المياه تغطي سطح الكرة الأرضية بنسبة 72 %؟

السبب هو أن نسبة المياه الصالحة للشرب لا تتجاوز 0.3 % من مخزون المياه في الكرة الأرضية، وأن أكثر 20 % من سكان الأرض يفتقرون إلى موارد عذبة للمياه، وستزيد النسبة إلى 30 % من السكان عام 2025م، ومنطقة الشرق الأوسط أكثر مناطق العالم افتقاراً للمياه.

فهل ستتحول المياه إلى سبب للحروب القادمة بسبب النقص، كما ذهب بعض آراء الخبراء؟

القرآن الكريم اهتم بالمياه، إذا ما قرأنا قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّة أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُه عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (هود: 7). وقد وردت كلمة ماء في القرآن الكريم ثلاثاً وستين مرة، بالتحديد في 41 سورة و60 آية، حيث ذكر الباحث في الشأن القرآني (المهندس عبد الدائم الكحيل) أن القرآن تحدّث عن الخزانات المائية الضخمة الموجودة تحت سطح الأرض، التي تزيد كميتها عن المياه العذبة في الأنهار، وذلك من خلال قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ لَه بِخَازِنِينَ}، ويؤكد هذه الحقيقة المائية أحد العلماء عندما نزل إلى منجم للفحم، يبلغ عمقه تحت سطح الأرض أكثر من ألف متر، اكتشف وجود مياه تعود لملايين السنين! هذه المياه تسكن تحت الأرض منذ ملايين السنين، وفيها أحياء ما زالت تعيش وتتكاثر بقدرة الله تعالى، وعن المدة الزمنية الكبيرة التي يمكث فيها الماء في الأرض دون أن يفسد أو يختلط ويتفاعل مع صخور الأرض، وذلك في قوله تعالى {فَأَسْكَنَّاه فِي الْأَرْضِ}، وعن دور الجبال في تنقية المياه، بجانب أن كل الماء الذي نراه على الأرض يدور دورة منضبطة ومقدّرة ومحسوبة.

وهنالك قوانين فيزيائية تحكم حركة كل قطرة ماء خلال دورتها منذ نزولها من السماء حتى تصل إلينا.

وأن كل المراحل التي تمر فيها قطرة الماء ليست عشوائية بل تسير بنظام محكم.

فهل نستفد من هذا النظام المحكم في إحكام أسلوب تعاملنا مع الماء المعرض للشح والنقص والافتقار له؟

ولعل في تسمية يوم 8 ذي الحجة بيوم التروية دلالة قيمية للماء، نهتم به ونركز عليها؛ كوننا نستهلك الماء دون حرص أو ترشيد؛ فالحجيج في 8 ذي الحجة يوم التروية يتروون فيه وإبلهم من الماء (ولا شيء سواه)؛ لأن تلك الأماكن التي يأتونها أثناء الحج لم تكن آن ذاك فيها آبار ولا عيون.

فهل سنسيء استهلاك الماء الاستهلاك الذي يعود بنا إلى زمن التروية الذي انقضى؟ أم سنرجع إلى عصر الآبار والعيون عند شح المياه وافتقادها؟؟ أم نقتصد في الاستهلاك تداركاً لمشكلة محتملة على المدى القريب آخذين بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تُسرِف ولَو كُنْتَ عَلَى نَهرٍ جَارٍ).

bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443
Twitter: @HudALMoajil

بلا تردد
لا تُسرِف ولَو كُنْتَ عَلَى نَهرٍ جَارٍ
هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة