Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 15/02/2013 Issue 14750 14750 الجمعة 05 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الأمير سطام بن عبدالعزيز شخصية مميزة، له من الخلال جوانب مشرقة، جُبِل عليها وعاش بها حتى وفاته رحمه الله. عاش عقوداً من الزمن بجانب أخيه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، فنهل من تلك المدرسة ذات الطابع الخاص، وارتوى منها، فامتزجت تلك الجبلة مع تلك المدرسة لتكون الأمير سطام بن عبدالعزيز، الذي عرفه الكثير من سكان منطقة الرياض، وغيرها من المناطق.

لقد عاش تلك السنوات وهو يشاهد بأم عينه تلك الجموع الغفيرة من المراجعين من ذوي الحاجات، الذي ألفوا أن تحقق مصالحهم من خلال الإمارة، ولا غير، كما أن سموه، رحمه الله، كان يشاهد كثيراً من المظلومين الذين يرفعون مظالمهم طالبين من الأمير سلمان أو نائبه أن يعينوهم على ذلك، كما شاهد عدداً غير قليل من الذين اعتادوا على المجيء إلى الإمارة عادة اعتادوها، وكانوا يصطنعون الأسباب الداعية إلى مراجعتهم للإمارة.

عرف رحمه الله أصنافاً من البشر، وتعامل معهم بهدوئه وحكمته المعهودة، وغالباً ما يأخذ بخاطرهم، دون أن يكون ذلك على حساب الأنظمة المرسومة، لا سيما أن منطقة الرياض شأنها شأن المناطق الأخرى يعيش على ترابها الكثير من الجنسيات المتباينة ثقافياً واجتماعياً، إضافة إلى ذلك التباين في ثقافة المجتمع السعودي ذاته، ولهذا فإن من يعيش أميراً لمنطقة أو نائباً للأمير لابد له أن يجمع حصيلة عظيمة من التجارب التي قد لا تتاح لغيره، ناهيك عن معرفة الكثير من الناس.

الأمير سطام بن عبدالعزيز، كان نائباً للأمير سلمان بن عبدالعزيز في عدد كثير من الجمعيات الخيرية التي انتفع وينتفع بها عدد غير قليل من الناس، كما ساهم مساهمة فاعلة في النشاط السياسي بمشاركاته العديدة بمناسبة الأيام الوطنية التي تحتفل فيها سفارات مختلف الدول في المملكة، ومن خلال ذلك كون علاقات جيدة مع عدد من السفارات والعاملين بالسفارات الأجنبية، مما ساهم في توطيد العلاقات بين تلك الدول والمملكة.

لقد واكب الأمير سطام برفقة أخيه الأمير سلمان، مراحل التطور الذي شهدته مدينة الرياض، والمدن الأخرى بالمنطقة، ورأى وساهم في تغير ذلك المشهد بتسارع كبير حتى أصبحت مدينة الرياض تلبس حلتها التي اكتستها في وقتنا الحاضر، فقد شاهد الرياض وبيوتها جلها من الطين إن لم يكن كلها، وشاهد شوارعها المحدودة والسيارات التي تمر في تلك الطرقات حتى أن كل من عاش في تلك الفترة لا تكاد تتجاوزه سيارة إلاّ ويعرف صاحبها لقلتها، وعاش رحمه الله حتى شاهد هذا العدد الذي لا يحصى من السيارات في هذه المدينة الزاخرة، لقد عاش رحمه الله وكان يعرف معظم من هم في مدينة الرياض، وربما يعرف أنسابهم مستنداً في ذلك على صاحب السبق الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أكاد أجزم أنه يعرفهم جميعاً وليس أكثرهم.

أما شخصية الأمير سطام خارج العمل الرسمي فقد أتيح لي أن أعرفه عن قرب، وأجالسه كثيراً وهنا تظهر الصفات الحقيقية للإنسان عندما يكون بعيداً عن الرسميات، فهو بعيد النظر، يحتفظ برؤية خاصة في الإدارة، وكيفية التعامل مع الأشخاص ومن طبعه الهدوء، والسماحة، والبساطة، وتلبية الدعوة، فلا يرد دعوة من اعتادوا على دعوته إلاّ ويلبيها بصدر رحب وسرور، ولا يتحرج المتحدثين في حضرته من قول ما يرون إذا لم يكن ذلك متجاوزاً للحدود المتعارف عليها في أدب المجالسة، ويدلي بآرائه، ويناقش ما يتم طرحه بوضوح ورؤية نيرة، لا يعرف من الكبر إلاّ اسمه، ولا من التجاوز إلاّ رسمه، ويستأنس بالنكتة والقصة الجميلة، ويشارك مجالسيه في الحديث، ونقل بعض الأخبار، وذكر شيء من القصص، وهو لا يستأثر بحديث، فكل يدلي بدلوه، لقد عرفته عن قرب وعرفت فيه تلك الخصال فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وغفر له، وتقبل دعاء المسلمين له.

نوازع
سطام بن عبدالعزيز
د.محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة