Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 17/02/2013 Issue 14752 14752 الأحد 07 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بعد ضربة انهيار (الاتحاد السوفييتي) عام 1991م.. التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وأنصارها وأتباعها، والتي تفاوت استقبال العالم لها - في حينه - من (التهليل) السياسي إلى (الابتهاج) المذهبي إلى (التكبير) الديني إلى (الحذر) الإستراتيجي.. خوفاً مما قد يؤول إليه حال العالم باتساعه تحت قيادة (قوة عظمى):

واحدة، وحيدة، مهيمنة.. على مقدراته، لا تجد من يناقشها أو يحاورها.. فضلاً عن أن يعارضها في غياب قوة عظمى أخرى (موازية) وموازنة.. كما كان عليه الحال.. أيام (الاتحاد السوفييتي السابق): تضبط أحلامها، وتكبح اندفاعاتها، وتحد من غطرستها وأطماعها وشرهها.. وهو ما رأى العالم مشاهد مخزية منه في الغارات الأمريكية على العاصمة اليوغوسلافية (بيلغراد)، والصراع في (كوسوفو)، واقتطاع جزء من (إندونيسيا)، واحتلال (العراق) ونهب تراثه الثقافي ونفطه، وتقسيم (السودان).. على سبيل المثال - لا الحصر -.. أخذت (جمهورية روسيا الاتحادية) التي تشكل القاعدة الأكبر مساحة وسكاناً في (جمهوريات الاتحاد السوفييتي) السابق بعاصمته - وعاصمتها - التاريخية (موسكو)، ومدينته الساحلية النضالية الكبرى (ليننغراد).. التي عادت إلى اسمها السابق (بطرسبرج)، تلملم نفسها مع البقية الباقية من جمهوريات (الاتحاد السوفييتي).. التي لم تستقل ولم تلتحق بـ(الاتحاد الأوروبي)، والتي فضلت البقاء مع (جمهورية روسيا الاتحادية).. ليتم إعادة بناء (روسيا الاتحادية الجديدة): (سياسياً) على أسس ديمقراطية، و(اقتصادياً) على أسس اشتراكية ديمقراطية، وقد ساعد على ذلك نجاة القوة العسكرية الروسية من التبدد.. رغم فوضى الانهيار وصدمته، والانتقال من (الشمولية) إلى (الديمقراطية)، وصيحات مطالب الاستقلال.. وضجيج الانفصال عن (الاتحاد السوفييتي) المنهار، ليكون أمام العالم في النهاية هذا الاتحاد الروسي.. أو (روسيا الاتحادية) هذه، برئاسة رجلها القوي الصارم والغامض (فلاديمير بوتن)، الذي بدأ مع عودته لرئاسة الجمهورية.. (حضور) سياسي لروسيا الاتحادية، يعلن عن نفسه مجدداً.. على مسرح الأحداث الدولي، إن كان في الجدل المتقطع الذي تقيمه الولايات المتحدة حول النووي الكوري الشمالي.. دفاعاً عن حليفتها (كوريا الجنوبية)، أو في الجدل المستمر حول النووي الإيراني.. خوفاً على (إسرائيل) بأضعاف ما تدعيه من الخوف على الدول النفطية الخليجية الصديقة.. وأخيراً في قضية الشرق الأوسط المحورية (النزاع العربي الإسرائيلي).. التي أخذت تتراجع إلى الصفوف الخلفية من أحداث العالم أو الشرق الأوسط، بفضل (راعي السلام الأمريكي).. أو (راعي الاحتلال) الإسرائيلي الرئيس باراك أوباما، الذي ما يزال يتحدث - حتى الآن - عن حل (الدولتين لشعبين يعيشان جنباً لجنب بسلام) هما (يهود) إسرائيل و(عرب) فلسطين!! دن أن يفعل شيئاً لتحقيق ذلك.. باستثناء خطابه (الفردوسي) المؤثر عن مظالم الاحتلال الإسرائيلي - للضفة الغربية وقطاع غزة - في جامعة القاهرة بعد أربعة أشهر من ولايته (الأولى) في شهر يونيو من عام 2009م، والذي تأكد - فيما بعد - بأنه كان - بحق - أول ظاهرة صوتية أمريكية مفاجئة على المستويين الأمريكي والدولي (!!) إذ لم يتبعه شيء فعلي على أرض الواقع بعد ذلك.. فوفد وزراء الخارجية العرب الذي صدق الخطاب فـ(طار) إلى واشنطن لـ(شرح المبادرة العربية للسلام) والتطبيع الكامل مع (إسرائيل) مقابل دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو من عام 1967م.. عاد خائباً.. صامتاً، لا يجد ما يقوله أمام موقف (الصديق) الأمريكي راعي السلام العربي الإسرائيلي أو الفلسطيني الإسرائيلي، الذي حجب تأييده عن (المبادرة) وعن قيام (الدولة الفلسطينية).. بل لم يمتنع عن إعاقة قيامها.. فيما بعد، سواء.. بـ(منع) أعضاء (مجلس الأمن) من التوجه لزيارة أراضي السلطة الفلسطينية، والاطلاع على ما فعله الاحتلال والجدار العنصري الحلزوني، ومشاريع الاستيطان الإسرائيلي المبالغ في إقامتها بـ(القدس) وبقية أراضي السلطة.. وقد وافق أعضاؤه على القيام بتلك الزيارة في شهر مارس الماضي، أو بـ(تهديد) الرئيس محمود عباس باستخدام (حق الفيتو) إذا تقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب العضوية الكاملة لـ(دولة فلسطين.. على حدود الرابع من يونيو من عام 1967م).. بل وتهديد دول الاتحاد الأوروبي نفسها اقتصادياً إن هي زينت له ذلك أو أعانته عليه..!؟ لينتهي مطاف الأزمة بـ(صمت) دول الاتحاد الأوروبي، وقبول (أبو مازن) بعضوية (الدولة.. المراقب) في الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ(تأييد) أصوات مائة وثمانية وثلاثين دولة من أعضائها، و(معارضة) تسع دول على رأسها الولايات المتحدة نفسها.. راعية (حل الدولتين) وصاحبة أجرأ بكائية أمريكية معاصرة على مظالم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، قدمها رئيس أمريكي.. وإن كانت هذه (العضوية) لا تقدم أو تؤخر.. كثيراً أو قليلاً!.

***

ولكن مع (إعلان) الإدارة الأمريكية.. عن قيام الرئيس (باراك أوباما) في العشرين من شهر مارس القادم بأول زيارة له لـ(إسرائيل) في ختام الشهر الثاني من دورة رئاسته الثانية، و(تنامي) عضلة (روسيا الاتحادية) الاستقلالية - في المقابل - عن بقية الأعضاء الدائمين الخمسة في (مجلس الأمن) باستثناء (الصين) التي صفت إلى جانب (روسيا).. كانت الخارجية الروسية تقطع الطريق على الزيارة الأمريكية المرتقبة لـ(إسرائيل)، بـ(هجومها) على (اللجنة الرباعية) التي تتزعمها الولايات المتحدة (فعلياً) وتشاركها روسيا (اسمياً)، وعلى أدائها المتقاعس الباهت في تطبيق (حل الدولتين).. عبر منسق (اللجنة) توني بلير، بل تتجاوزها.. بـ(استضافتها) في موسكو، في العشرين من هذا الشهر (فبراير) لعدد من وزراء الخارجية العرب ضمن (منتدى التعاون بين روسيا وجامعة الدول العربية) للحديث (بالتفصيل مع الشركاء العرب في البحث عن سبل للمخرج من هذا الوضع المتأزم والعودة إلى عملية المفاوضات).. وهو (تدخل) روسي، لا تريده ولا تطيقه الولايات المتحدة الأمريكية.. بينما قبل وزراء الخارجية العرب، هؤلاء.. فيما أظن، والذين لم يُكشف عن أسمائهم.. الذهاب إلى (موسكو) من أجل احتواء أو إيقاف (الفيتوهات) الروسية ضد مشاريع القرارات التي تقدم بها بعضهم بإحالة ملف (الأزمة السورية) لمجلس الأمن حتى يتولى علاجه بمزيد من العقوبات ضد سوريا أو بـ(التدخل) العسكري المباشر، بموجب البند السابع من بنود صلاحيات (المجلس) في حفظ السلام والأمن الدوليين.. أو أن (عنوان) اللقاء في هذا المنتدى العربي/ الروسي هو (حلحلة) القضية الفلسطينية بينما (متنه) هو (الملف السوري) وإيقاف الفيتو الروسي المتلاحق الذي يتحصن به في (مجلس الأمن)..؟

***

على أي حال.. أدت محاولة قطع الطريق، الروسية.. هذه، على زيارة الرئيس أوباما لـ(إسرائيل).. سواء بالهجوم على (اللجنة الرباعية) أو بدعوة عدد من وزراء الخارجية العرب للقاء في (موسكو) تحت مظلة المنتدى العربي الروسي أو الروسي العربي.. إلى نتائج مبكرة لصالح القضية الفلسطينية.. لم تكن في الحسبان، لعل أبرزها قول نائب وزير الخارجية الإسرائيلي (داني أبالون).. بأنه كان على إسرائيل (الاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة لدى الأمم المتحدة)، وليس كما كان يمانع الرئيس أوباما.. في منحها - حتى - (عضوية المراقب)!! وقد أضاف (أبالون).. بـ(احتمال عقد قمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس محمود عباس، والرئيس الأمريكي باراك أوباما.. خلال زيارته المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط في مارس المقبل)، وهي (قمة).. قد تأتي بـ(بعض) النتائج لصالح الدولة الفلسطينية المرتقبة.. وإن كان مستبعداً ذلك، نتيجة لـ(مكان) انعقادها، و(حضورها)، و(غلبة) الصوت اليهودي فيها.. إسرائيلياً وأمريكياً (!!) وقبل ذلك كله.. لـ(ظروف) الأحداث المشتعلة من حول (القمة) إذا قدر لها الانعقاد، وهو ما قد يحرفها.. عن هدفها الفلسطيني الأساسي، لتصبح قمة (مقايضة).. عما يستطيع تقديمه (أبو مازن) في فك الارتباط السوري الإيراني.. (ثمناً) لأي خطوة قد تتخذها (القمة) على طريق العودة إلى مائدة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.. في الأدنى، أو.. على طريق الاتفاق على موعد يرضاه الطرفان لـ(قيام الدولة الفلسطينية).. في الأعلى..؟!

لكن.. يبقى الأهم من ذلك، هو في عودة (روسيا) الاتحادية.. المرحب به إلى مسرح الصراع الدولي مجدداً حتى وإن كان من (الأبواب الخلفية) هذه المرة، بعد أن تأكد للعالم كله.. خلال الواحد والعشرين عاماً الماضية من غياب قوى موازية وموازنة لقوى (معسكر الرأسمالية) المتوحش.. استحالة إدارة الكون بـ(عين) واحدة، و(رأي) واحد، و(قوة) وحيدة لا راد لها!! وعلى سادة (الكريملين) ألا يتبرموا.. إذا سئلوا من قبل زوارهم الشرق أوسطيين عن (اتجاه القبلة).. كما كانوا يفعلون في زمن (الاتحاد السوفييتي) القديم، وهم يعقبون عليهم: وهل سألوا.. ذات السؤال عندما كانوا في (البيت الأبيض)..؟!

dar.almarsaa@hotmail.com
جدة

المواجهة من (الأبواب الخلفية) بين روسيا وأمريكا..؟!
د.عبدالله مناع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة