Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 19/02/2013 Issue 14754 14754 الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فقيد الوطن

فقيد الوطن

رجوع

صدق الشاعر عندما قال:

وما الرزية فقد مال

ولا فرس يموت أو بعير

وإنما الرزية فقد حر

يموت لموته خلق كثير

لقد فقدنا الأمير الغالي، الإنسان الخلوق الزاهد عن الأضواء والتكالب على الدنيا سطام بن عبدالعزيز، وهو ليس فقيد أسرته ومحبيه فقط بل خسارة وطنية لرجل مؤهل تأهيلاً عالياً ومتدرباً على يد أخيه سلمان بن عبدالعزيز الذي هو مدرسة في السياسة والإدارة والإعلام والتاريخ والأنساب، وسطام فوق كل هذا متواضع ذو إنسانية عميقة لا يرضى بالظلم ولا يتوانى عن مساعدة مظلوم مهما قل شأنه، فالكل لديه سواسية. نعم رحل سطام عن هذه الدنيا الفانية، ولكن سيرته العطرة ستبقى على مر العصور، وبصماته وأعماله شاهدة له، وليس هناك أعظم من هذه التركة المزدوجة من نبيل الأفعال وحسن الذكر والأقول.

عرفت الأمير سطام طالباً في مقاعد الدراسة، وكنا سوياً في صف واحد، وكان مدير مدرستنا الشيخ عثمان الصالح وأستاذنا الدكتور علي فوده وكل منهما يتميز في عمله بل كان رمزاً مشرفاً للتعليم في بلادنا. وابتعثنا للولايات المتحدة للدراسة وتفرقنا بين الولايات والمدن، ولم تكن الاتصالات وقتها بهذا التطور، وفوجئت ذات يوم بالأمير سطام يبحث عني في الجامعة، فقد أتى من جنوب كاليفورنيا إلى شمالها في بيركلي ليرانا زملاء الأمس وهم الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل وشخصي الفقير إلى ربه، وحضر إلى شقتي المتواضعة وكنت قد وضعت لافتات على مكتبي الذي أذاكر عليه وكتبت عليها كلمات مثل (يا رب لا تفشلنا) و (استر يارب)، فقد كان موعد الامتحانات في نهاية العام، وعندما حاولت إخفاءها عن نظره خجلاً من نفسي قال: لا يا عبدالعزيز هذا شرف لك أن تخاف من الفشل وتسعى إلى النجاح.

ثم عرفت الأمير سطام نائباً لأمير منطقة الرياض فلم تغير منه الإمارة شيئاً من لطفه وتواضعه وترحيبه بزواره ومراجعيه ودقة عمله، حيث كان قارئاً لكل ورقة تعرض عليه والكل يشهد له بذلك في الإمارة ومن تعامل معه. قال أحد الحكماء إن طول العمر نعمة ونقمة، فقيل له كيف ذلك قال: أن ترى أحبابك يرحلون واحداً تلو الآخر، ولقد رحل كثير من أحبابي وأقاربي -جمعنا الله بهم في دار النعيم- نسأل الله لفقيدنا الغالي الرحمة وحسن المآل وأن يستجيب لدعاء محبيه الكثيرين وأن يعوضه بالجنة عن هذه الدنيا وأن يلهمنا الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

د. عبدالعزيز بن نايف العرير

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة