Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 19/02/2013 Issue 14754 14754 الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فقيد الوطن

الأمير سطام بن عبد العزيز.. الإنسان

رجوع

منذ تسلمه مهام وكيل إمارة منطقة الرياض في عام 1968م، ثم توليه منصب نائب أمير منطقة الرياض ثلاثة عقود، وأخيراً أميراً لمنطقة الرياض ..

.. كان في الأداء والممارسة تحت مظلّة الشريعة يرضي ربه والمليك، لا يخاف لومة لائم ولا يغرّه إطراء مادح أو منافق.

حكم في كل ما عرض عليه من شكاوى وتظلُّمات بما يمليه عليه ضميره، وما علّمته إياه قراءاته في نهج الملك المؤسِّس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -، وما نهل من مدرسة أخيه الأمير سلمان بن عبد العزيز من حكمة وحنكة وتبصُّر في قضايا المواطنين.

وخلف هذه الشخصية الصارمة في إرساء العدل وإحقاق الحق، كانت تتفاعل مع هموم أبناء الوطن مشاعر تفيض بالتعاطف والمواقف الإنسانية التي أسرد بعضاً من وقائعها في هذه العجالة.

ولو خصصنا مؤلفات لا نستطيع أن نوفي الراحل الكبير حقه، في وصف مواقفه الإنسانية النبيلة وتواضعه في الحياة، ونجدة الملهوف وسرعة الإغاثة واتخاذ الموقف والقرار.

لقد كنا مع سمو الأمير سطام بن عبد العزيز أيام الدراسة في الجامعة بالولايات المتحدة، أسرة واحدة، لا فرق بيننا، ولم يشعرنا سموه يوماً أنه صاحب السمو الملكي وأننا أبناء مواطنين عاديين، ولم يترك مجالاً لأحد من رفاقنا من الأجانب أن يميز بين سموه وبيننا.

لقد كان طيلة حياته - رحمه الله - مع رفاقه وأصحابه ومع الجميع في غاية التواضع والإلفة والتواصل.

كان أميراً بأخلاقه وتعاطفه الإنساني مع الآخرين ولم يتأخر يوماً عن المساعدة والنجدة والعون، فمن مئات المبادرات والمواقف مع كثيرين من المواطنين والمقيمين، التجأت إلى سموه الكريم أكثر من مرة في مواقف كثيرة، أذكر منها هاتين الحادثتين:

تعرّض صديق لنا لأزمة قلبية تتطلّب نقله سريعاً للخارج لإجراء عملية معقّدة، فما كان من الأمير سطام بن عبد العزيز (رحمه الله) بعد أن علم بالخبر، إلاّ أن أمر بنقله إلى الولايات المتحدة على وجه السرعة، حيث أجريت له العملية الجراحية التي تكللت ولله الحمد بالنجاح.

وبينما كان سموه - رحمه الله - في رحلة خارج المملكة، علم بوفاة صديق لنا من أيام الدراسة، فما كان من سموه - رحمه الله - إلاّ أن وجّهني بزيارة عائلة الفقيد لتعزيتهم نيابة عنه وإبلاغهم، بقراره القاضي بتعهده بالصرف على الأبناء وتعليمهم حتى التخرُّج من الجامعة، وتأمين متطلباتهم من حسابه الخاص ... هذا غيض من فيض.

لقد كنت دائماً في قصر الحكم صارماً كحد السيف وفي مسارات الحياة سليل النبل ونعم الإنسان.

رحمك الله يا أبا عبد العزيز وأسكنك جنات النعيم مع الصديقين والأبرار والصالحين .. اللهم آمين.

خالد محمد علي الشواف

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة