Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 20/02/2013 Issue 14755 14755 الاربعاء 10 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لا تتوقفي.. فكري، اكتبي..

لكنني متعبة.. أصبحت أعاني آلاماً في جسدي وصداعاً في رأسي، ثمة حرقةٍ في عيني يصاحبها ارتفاع طفيف في حرارة جسدي، هذا مؤشر للحاجة إلى شيء من الراحة..

خرجنا من المكتبة في السابعة صباحاً وأشعة الشمس تلقي بوشاحها المضيء الساحر حول أطراف الأفق، كان الصباح جميلاً، ندياً بارداً نقياً، بدا لي الأفق كقطعة من كريستال، لكن لاوقت لتأمل جمال الطبيعة!

اتفقنا على التوجه إلى شقتي الصغيرة التي لا تبعد كثيراً عن الجامعة، لم ننته بعد، لابد من قسط من الراحة لابد من تقسيم الوقت والتناوب لإنجاز العمل..

- أنام لمدة ساعتين، ثم أكمل العمل أنا وتستريحين أنتِ..

- لا بأس..!

بعد ساعتين لم تكن مريحة تماماً بالنسبة لي لكن كانت كافية لأجد بعضاً من الطاقة لتحمل بقية المجهود، كنا أشبه بمجاهدَتين في عمل عظيم، كأنما نصعد جبلاً شاهقاً مليئاً بالأشواك والصخور الوعرة أو كأنما نحفر خندقاً أملاً في أن نجد بعد الحفر كنزاً..

رفضَتْ أن تأخذ دورها في الاستراحة بحجة أنها لو نامت بعد كل هذا التعب فربما يصعب استيقاظها، لا بأس يمكنها العمل حتى اكتماله وتسليمه..

- عليك بالطقوس المتفق عليها لإنعاشي!!

أضع مزيداً من العطر في (الفواحة)، وأيضاً شمعةَ أخرى، حين تضوع رائحة المِسْك في أجواء الغرفة تنتعش وتبتسم قائلة هكذا يمكنني المتابعة، ثم أدفع لها بقطع صغيرة من الشوكولاتة التي أدمنّا تناولها مع معاقرة الكتب والأوراق والمتابعة للمحاضرات إضافة إلى فناجين من الشاي والقهوة الأمريكية السوداء (قهوتها المفضلة) هكذا تقول لتساعدها على التركيز، نقلب الصفحات، نراجع قليلاً، نقرأ العناوين، نضيف بعض الرسومات، تتكفل هي بتجميل الكتابة والرسومات عبر الكمبيوتر.. نصمت، يداهمنا ملل لا نفصح عنه، أختلس النظر إليها فأجد النعاس قد بدأ يدب إلى أجفانها يكاد رأسها يسقط على (اللاب توب) الذي تحتضنه منذ ساعات، أناديها فترتجف قليلاً وتلتفت إلي قائلة لا تخافي، لم أنم!

أبتسم تعاطفاً مع نفسي ومعها، جاءت رفيقتنا الأخرى بعد كثير من الاتصالات والتوسلات إليها كي تحضر معنا، حضرت في الثانية والنصف، بخفّي حُنين، لم تكتب شيئاً، هل نغضب أم نصرخ بها أم..؟

لا إطلاقاً بل نتابع العمل.. تبقّى عشر دقائق، هانحن نحبس أنفاسنا لا مجال لمراجعة أخرى ولا لتكملة أي نقص، الأهم الآن أن نقوم بتسليم العمل عبر الإنترنت من خلال الموقع المخصص لذلك..

تك..تك..تك.. هي دقائق نضع فيها قلوبنا على أيدينا خشية أن يصاب (الكمبيوتر) بعطل أو يحدث أي أمر طارئ يؤخر تسليم العمل، قلوبنا تخفق، خيم علينا الصمت، ننتظر رفيقتنا، فجأة رفعت ذراعيها إلى أعلى صارخة، آه، انتهينا..افتحا (إيميلاتكما) حالاً، في قمة الدهشة نقرأ العنوان الذي كتبته بأنفاس وجلة (بنات..الحمدلله أخيراً).. تزغرد قلوبنا فرحاً، تختلط صرخاتنا بضحكاتنا، نحتضن بعضنا، نرقص.. نغني.. نتمايل مع نسمات الهواء، نقبل الغيمات واحدة بعد الأخرى..

الأهم من ذلك كله ألا ننسى، ذلك درس لا ينسى. نعم لم ولن ينسى.

فجرٌ آخر
لا، لن ننسى ؟! وتعطلت لغة العتاب! ( ثانياً )
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة