Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 20/02/2013 Issue 14755 14755 الاربعاء 10 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تعقد الجمعية السعودية للإدارة الصحية أول مؤتمر لها منذ إنشائها في 20 - 3 - 1431هـ تحت عنوان معبر هو (الاتجاهات الحديثة في الإدارة الصحية). وقبل أن نتساءل عن ضرورة هذا المؤتمر ومدى الحاجة إليه،

علينا أن نجيب عن تساؤل آخر عن ضرورة إنشاء جمعية للإدارة الصحية، ولا سيما أن هناك بالفعل جمعية للإدارة. الواقع أن الإدارة تشعبت إلى فروع متخصصة لتلاحق التطور والتخصص في المجالات المهنية التي تمارس فيها الإدارة، التي تتطلب أساليب إدارية تتماشى مع طبيعة المهن نفسها. فهناك كما هو معلوم تخصص إدارة أعمال وإدارة صناعية وإدارة مشروعات وإدارة تربوية.... إلخ. في هذه التخصصات بقيت أسس علم الإدارة ولكن تطبيقاتها تنوعت وتشربت لون المهنة التي تطبق فيها وتحول كل منها إلى تخصص إداري متميز - كما هو الحال في الإدارة الصحية. كذلك فإن تطبيق أسس ومبادئ علم الإدارة على أي حقل من الحقول المهنية كالصحة والصناعة والشركات... إلخ، يجب أن يكون ديناميكياً وقابلاً للتطور على عدة أبعاد: البعد الأول على مستوى الممارس للإدارة بحيث يكون قادراً على مراكمة الخبرة وفهم متطلبات الحقل المهني ومستجداته. والبعد الثاني يتمثل في مواكبة الإدارة كعلم للتطورات المستجدة في الحقل المهني والتجاوب والتفاعل معها. أما البعد الثالث فهو أن تكون الأساليب الإدارية نفسها عامل تطوير لذلك الحقل المهني من خلال تحسين كفاءة الأداء والجودة على سبيل المثال. وينطبق ذلك تماماً على الإدارة الصحية فإن التطور التقني السريع في الخدمات الصحية - وخاصة في المستشفيات - وفي وعي الناس وأنماط معيشتهم يفرض على القيادي والممارس الإداري مهما كانت خلفيته المهنية ألا يكتفي بخبرته العملية منذ أن بدأ الممارسة، بل ينبغي أن يطور نفسه بالتدريب وأن ينمي معلوماته عما يستجد كي يفهم ويواكب متطلبات التطور ويتعرف على النظم والتقنيات والآليات الإدارية القادرة على ملاءمة سرعة التطور التقني والفني أو زيادة حجمه وتعقيداته - في المستشفيات مثلاً - لكنها أيضاً قادرة على تحسين أداء العمل وكفاءة العاملين وجودة المخرجات. من أجل ذلك نشأت الحاجة إلى وجود جمعية علمية مهنية للإدارة الصحية لكي تحقق الأهداف العامة التالية (وفقاً للائحتها التنظيمية):

1 - رفع مستوى الأداء في مجال الإدارة الصحية.

2 - تحقيق التواصل بين المتخصصين والمهتمين في مجال الإدارة الصحية.

3 - تشجيع البيئة المحفزة للتطوير والإبداع في مجال الإدارة الصحية.

وقد أنشئت الجمعية السعودية للإدارة الصحية بمبادرة من عدد كبير من المتخصصين والممارسين لها، وصدر قرار إنشائها من مجلس أمناء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي من مهامها الموافقة على إنشاء الجمعيات الصحية وذلك بتاريخ

20 - 3 - 1431هـ. وهي تملك - كأي جمعية مهنية - من المزايا ما يمكنها من إنجاز أهدافها. فهي مركز استقطاب للكفاءات المتخصصة في مجال عمل الجمعية الذين ينتمون إلى جهات متعددة تقدم خدمات متماثلة؛ ومن ثم فإنهم يحملون فوق تأهيلهم خبرات ميدانية متنوعة ويمثلون حلقة اتصال وتأثير بين الجمعية والجهات التي ينتمون إليها. وهذا يؤهل الجمعية لأن تكون مرجعاً علمياً للجهات الصحية ومعمل أفكار لواضعي السياسات الصحية، وأيضاً تربة خصبة لمشروعات البحوث والدراسات وبؤرة التقاء وتواصل بين الممارسين لمهام الإدارة الصحية.

وفي سبيل إنجاز أهدافها عملت الجمعية منذ تأسيسها على العناية بممارسة مهنة الإدارة الصحية فنظمت عدة ملتقيات علمية بين أعضائها لوضع خريطة طريق تنسق أولوياتها ولبحث المستقبل المهني للمؤهلين في الإدارة الصحية واحتياجاتهم التدريبية. وقد ظهر للجمعية من هذه اللقاءات ضرورة إثارة الاهتمام بالإدارة الصحية على نطاق أوسع من دائرة أعضاء الجمعية؛ وذلك من خلال عقد مؤتمر يبرز دورها في معالجة كثير من المشكلات والقضايا التي تواجه النظام الصحي. إن من المفارقات في العمل الصحي أننا قليلاً ما نتحدث عن الإدارة الصحية ولكننا كثيراً ما نمارسها في كل إجراء صحي. وليس أدل على أهمية الإدارة الصحية من قيام وزارة الخدمة المدنية بإدراج وظائفها ضمن لائحة الوظائف الصحية كغيرها من المهن الصحية، مما يؤكد الشراكة المهنية مع التخصصات الطبية والصحية ويوسع مفهوم الإدارة الصحية إلى مفهوم مهني لا يختزلها في تخصص واحد هو إدارة المرفق الصحي بل يشمل قطاعاً عريضاً من التخصصات المتنوعة مثل اقتصاديات الصحة ونظم المعلومات الصحية وإدارة الجودة وتقويم الأداء والسجلات الطبية وبحوث النظم الصحية والموارد البشرية. وبعض هذه التخصصات يتدرج في مستوياته من المساعد الفني إلى الاستشاري. ولأن قضية الإدارة الصحية ليست أساسية في الخدمات الصحية الحكومية والخاصة فحسب، بل أيضاً في العمل الصحي الخيري فقد خصصت لها في المؤتمر جلسة كاملة وحلقة حوار.

ولعله يتبين من كل ذلك أن نكون منصفين للإدارة الصحية إذا اعتبرناها مهنة وليست مجرد وظيفة، ولا نكون مبالغين إذا وصفناها بأنها النسيج الضام الرابط لمكونات الرعاية الصحية.

هل نحتاج إلى مؤتمر للإدارة الصحية؟
د. عثمان عبدالعزيز الربيعة

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة