Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 22/02/2013 Issue 14757 14757 الجمعة 12 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

هناك بعض من الناس يعتقدون أن البذل والعطاء والكرم والإنفاق والإيثار إسراف وتبذير، ثم يحجمون عن ممارسة هذه الفضائل وكأنهم لم يطلعوا على ما ذكره الخالق جل وعلا في كتابه الكريم الذي امتدح الأنصار لإيثارهم إخوانهم المهاجرين..

قال تعالى {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (9 سورة الحشر). ولم يتعرفوا على أقوال المفسرين الذين يؤكدون أن الإسراف والتبذير معناه الإنفاق في الباطل والشر ولوكان ضئيل القدر، أما إنفاق المسلم ماله في الخير فليس له علاقة بالتبذير ولا بالإسراف؛ لأن سيد البشرية- صلى الله عليه وسلم- لم يتحر الوسط في إنفاقه في وجوه الخير، وهو أكرم خلق الله.

عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أن رجلاً أتى النبي يسأله، فقال: ما عندي شيء، ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيناه. يقول عمر: قلت يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه. قال فكره النبي ذلك مني.

كما أن خليفة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أبا بكر - رضي الله عنه- واقتداء بنبيه بذل كل ماله في سبيل الله، واليوم ونحن نسمع ونقرأ عن المحتاجين والمعسرين والمعدمين والمدانين والأرامل والأيتام. وفي مجتمعنا كثير من أصحاب الملايين والثروات الهائلة الذين احتضنتهم بلاد الحرمين ورغم معرفتهم التامة بأحوال الناس إلا أنهم يمارسون -بكل أسف- نزعة الشح، ولم يهتدوا إلى فضيلة البذل لإسعاد الآخرين والتخفيف من معاناتهم وتركوهم إلى الدولة، وكأن هذه الدولة شمس شارقة. نعم، نعترف أن القصور موجود، ونعترف أن هناك من رجال الأعمال من يساهمون بأعمال الخير وهؤلاء يحظون بتقدير الناس، وقبل ذلك إن شاء الله برضا الله، وفي المقابل هناك البخلاء الذين حتى ولو شيدوا البنايات والفنادق لم يجدوا من المجتمع أي قبول لأنهم اكتفوا بهذه المشاريع بدلاً من زرع شجيرات الخير في النفوس. ألم يتعظ هؤلاء بمن رحل عن الدنيا وترك أمواله للورثة دون أن ينال منها فقير؟!.

وقد ورد في البخاري، عن أبي هريرة قال: عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالا فأخرج إليه صبرا من تمر، فقال: ما هذا يا بلال؟ قال: تمر ادخرته يا رسول الله. قال: أما خفت أن تسمع له بخارا في جهنم.. أنفق بلال ولا تخافن من ذي العرش إقلالا!! وهل يعي البخلاء قول الله في الحديث القدسي: ( وعزتي وجلالي لا يجاورني بخيل)، وهل يدركون أن حب المجتمع لهم لا يأتي إلا من خلال الكرم الذي يعتبر جزءا مهما من مكارم الأخلاق.. المهم أن كل المجتمعات ترفض البخل والبخلاء .. فهل علمتم؟!.

المجتمع يرفض البخلاء
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة