Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 22/02/2013 Issue 14757 14757 الجمعة 12 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فقيد الوطن

ما أصعب فراقك يا سطام

رجوع

ما أصعب فراق الأحبة، وما أصعب فراق الرموز، وما أصعب فراق القامات والأركان، المملكة العربية السعودية فجعت بفقد شخصية قلّ نظيرها، جمعت بين السياسة والاستقامة، إي والله، سطام بن عبدالعزيز هو ذاك الرجل الذي فقدناه فجأة، يا سبحان الله، ولا راد لقضائه، حالة من الحزن خيمت على أجواء المملكة وأبنائها الأوفياء من أقصاها إلى أقصاها، يوم أن طار خبر فقد ابن من أبنائها الأقوياء الأوفياء سطام بن عبدالعزيز، لا يسعنا في هذه اللحظات الصعبة غير الدعاء له بالمغفرة والرحمة والفوز بجنة الفردوس الأعلى، والوطن برمته لم يزل في مصابه الجلل، ولم تكن هذه المشاعر الوطنية غير محسوبة، بل لما يتمتع به سموه من صفات المحبة والأخوة لأهل الرياض كافة.

كان معروفاً بدماثة الخلق ولين الجانب، يؤنس جلساءه بأحاديثه الشيقة وبابتسامته التي لا تبرح محياه، كما أنه يحث رجال الأعمال على توظيف جزء من أموالهم بالمساهمة في إيجاد المشاريع الكبرى؛ ليستفيد منها الشباب للعمل بها، ولسد بعض حاجات الوطن من مستلزمات الحياة، فهو إنسان فاضل وعملي، رأس العديد من اللجان والجمعيات الخيرية، كما يحمل سموه وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى الذي يعتبر أعلى وسام في المملكة العربية السعودية، وكانت دراسته الجامعية بالولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة سان دييغول عام 1965م، كما حصل سموه على الدكتوراه الفخرية من الجامعة نفسها عام 1975م؛ فهو عالي الثقافة واسع الأُفق محب للقراءة، ويسرِّح نظره في بطون الكتب النافعة. وكانت حياة الأمير سطام -يرحمه الله- حافلة بالأعمال الجليلة في خدمة الدين والوطن ورعاية المساكين، وهذا هو شأن الأسرة المالكة عامة، يتسابقون على فعل الأعمال الخيرية في هذه الدنيا.

رحمك الله يا سطام، ورزقنا صبراً على فراقك، وعزاءنا لقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين -أعانه الله على فقد أخيه الغالي- وإخوانه الأوفياء ولجميع أفراد الأسرة المالكة ولأفراد الشعب السعودي كافة وللأمتين العربية والإسلامية قاطبة، ولا نقول إلا كما وجهنا به حبيبنا وقدوتنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا (سطام) لمحزونون. نعم، رحيل أمير الرياض هو الرحيل المر الحقيقي الذي لا يعوض. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

جابر هادي شراحيلي

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة