Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 24/02/2013 Issue 14759 14759 الأحد 14 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

عبر برنامج تلفزيوني محلي أشاد الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإعلاميين قائلاً: (إنهم من أعظم رجال الحسبة؛ كونهم يعايشون هَمَّ الأمة). وبرغم اعتراض فئة من الناس على هذه العبارة الشجاعة إلا أن الواقع المعاش يؤكدها؛ حيث يسعى معظم الإعلاميين دون أن يكونوا موظفين في الهيئة أو متعاونين معها، ولكن عبر مقالاتهم، لكشف الخلل وإبراز السلبيات أمام المسؤولين، وتحذير الناس منها؛ وبالتالي محاربة الظاهرة أو القضاء على الخلل! بل إن الصحافة تمارس رقابة على الأجهزة الحكومية، وتنشر تجاوزاتها وفساد بعضها؛ لذا أُطلق عليها السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية).

وليس بالضرورة أن يكون رجل الحسبة ذا مواصفات معينة، مثل ارتدائه الثوب القصير والبشت وإطلاق اللحية ومسواك طويل في الجيب الأمامي بقدر ما يكون حاملاً همّ أمته، مخلصاً بالنصح لها، قادراً على تشخيص المشكلة، مدركاً أبعادها؛ وبالتالي التواصل مع المسؤولين من خلال الطرق المناسبة، سواء بإبلاغهم عنها أو بنشرها عبر وسائل الإعلام للتحذير منها!

والحسبة لا تنحصر فيما يتعلق بالشرف كمحاربة المشاهد المخلة، والعلاقات المحرمة أو المشبوهة، كالمعاكسات والابتزاز، ومراقبة السيدات في الأسواق ومطالبتهن بالاحتشام، ومتابعة الناس في المطاعم والتأكد من صلة القرابة بينهم، وغيرها من الأمور السلوكية ذات الارتباط بالشرع، مثل تصنيع الخمور والسحر فحسب؛ وإنما يتعدى دور الحسبة ذلك إلى مراقبة عمليات البيع والشراء، والحد من رفع الأسعار ومكافحة الغش التجاري؛ كونه منكراً، فضلاً عن مكافحة الفساد والتبليغ عنه.

ولا أحسب أن أحداً يشك في مهارة وقدرة وسرعة إنجاز أعضاء الهيئة، فضلاً عن حماسهم وإخلاصهم، وهو جهد يشكرون عليه، ولاسيما أنهم نجحوا في تكريس هيبتهم في نفوس الناس والانصياع لهم، ويظهر ذلك جلياً بمسارعة الباعة بإغلاق أبواب محالهم حال رفع الأذان خوفاً من القبض عليهم! وأحسب أن وزارات التجارة والبلدية والعمل مجتمعة لا تستطيع أن تقوم بهذا الدور الذي نجح فيه رجال الهيئة، وهو ما يحسب لهم، ويقربهم للناس، ويؤصل الثقة بهم والرضا عنهم؛ باعتبار أن وظيفة الحسبة رقابية وإصلاحية.

وفي صدر الإسلام وما تلاه كان دور الحسبة يشمل جميع جوانب الحياة، مثل مراقبة عمليات البيع والشراء ومتابعة الأسواق عموماً، وهو دور شرعي واجتماعي يستلزم زيادة أفراد رئاسة الهيئات وتدريبهم عبر ورش عمل متكاملة.

ولأن الإعلامي يقوم بتلك الأدوار الحيوية بقلمه الصحفي وبرامجه الإذاعية والتلفزيونية فإنه يحقق الهدف المطلوب منه، وهو التوعية والتحذير والتنبيه والإبلاغ عن ظواهر سلبية ذات مساس بالمجتمع، والمطالبة بحقوق محرومين أو مظلومين أو مضطهدين؛ وعلى هذا فهو رجل حسبة غير محسوب عليها!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
الإعلامي رجل الحسبة الأول!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة