Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 24/02/2013 Issue 14759 14759 الأحد 14 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في البدء يجب التنويه عن مسلمة متواترة عند كل المنصفين العارفين بواقع الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية في المنطقة، ألا وهي أن إيران لا تمثل الطائفة الشيعية الكريمة، إيران حضاريا وثقافيا خارج أطر المكون الحضاري والثقافي للطائفة الشيعية في المنطقة العربية، بل هي من شوه صورة التشيع، وأدخل عليه معتقدات وممارسات منحرفة شاذة، لهذا يجب أن يؤخذ في الحسبان أن الحديث عن إيران المجوسية الصفوية لا علاقة له البتة بالطائفة الشيعية الكريمة التي لا يمنع الاختلاف معها من احترامها، والتعايش معها، والتعامل معها وفق أطر حقوق المواطنة وواجباتها.

عندما يستنتج المراقب أيا كانت صفته ويقول: إن إيران تكره العرب، فإن دلائل هذا الاستنتاج واضحة للعيان، لا تحتاج إلى دليل أو برهان، إنه كره بين قول وعمل، وهذا الكره أصيل متوارث منذ أن وطأت أقدام العرب المسلمين في عهد أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرض فارس، ومما يؤكد قدم هذا الكره وتأصله في وجدانات الفرس أن عمر بن الخطاب الذي حررهم من عبادة النار إلى عبادة رب العباد يعد الأكثر كرها وبغضا في ذاكرة هؤلاء القوم الذين ما زالت أنفسهم المريضة تتلذذ بلعنه وسبه، ويتجلى تأصل الكراهية في وجداناتهم لعمر بن الخطاب، أن امتد الكره إلى كل شخص يسمى عمر، بل تحول الكره إلى ممارسة غير إنسانية، تجاوزت حتى الحيوانات وتفوقت عليها في التلذذ بالقتل، إنهم يتلذذون بقتل كل من يسمى عمر، العراق بعد أن دان لهم بفضل تخاذل العرب، وتواطؤ الإيرانيون مع الصهاينة والأمريكيين صار ساحة مستباحة للقتل وسفك الدماء، والإعدامات الجماعية للسنة، ولكل من يسمى عمر على اعتبار أنه امتداد للفاروق عمر بن الخطاب.

بات جليا أن إيران تتحدى علانية دول الخليج خاصة، والعرب بصفة عامة، تتحدى دول الخليج العربي بإصرارها على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وتتحداهم بالتهديد بقفل مضيق هرمز، وبإصرارها بكل بجاحة ووقاحة وقلة حياء على التدخل المباشر في شؤون مملكة البحرين، بإثارة الفتنة وبذور الفرقة بين إخوة أشقاء عاشوا وتعايشوا معا على مدى عقود وعقود في مجتمع واحد، وبنية مجتمعية متكافلة متراحمة متوادة، جاءت إيران بفكرها الصفوي وهواجسها المجوسية الحاقدة على كل ما هو عربي، لتلعب دور إبليس ونيابة عنه في إثارة الشحناء والبغضاء بين أهل البحرين الذين لم يعرف عنهم طوال تاريخهم إلا التوافق والانسجام والحب، وتتحدى العرب بالتدخل السافر المعلن بلا حياء في سوريا، بعد أن ابتلعت العراق وهيمنت عليه، ومزقت لبنان بزرع مخلب القط الذي تهدد به، حزب اللآت الذي يتمسح بالمقاومة والممانعة، بينما هو في حقيقة الأمر يمارس ممانعة ومقاومة مصطنعة كاذبة، فقد ثبت أنهم يمارسون الممانعة القولية والخطب الرنانة، بينما هم وحليفهم الجاثم على أنفاس السوريين ضد أي عمل حقيقي يوجه إلى ربيبتهم إسرائيل وصهاينتها الذين يتوافقون مع الحزب ومجوس إيران والعصابة المجرمة في سوريا ضد كل ما هو عربي وإسلامي.

تدخلت إيران في البحرين معللة تدخلها بالوقوف مع الإخوة الشيعة، مسوغة حقهم في التظاهر والمطالبة بالحقوق، مسخرة قنواتها الإعلامية في إثارة النعرات والقلاقل والفتن في مجتمع كان آمنا ومطمئنا قبل أن تهب عليه الرياح المجوسية الصفوية الحاقدة، بل إنها تدرب من يفجر ويقتل ويثير الفوضى في البحرين، وفي الوقت نفسه تتبجح إيران الصفوية بالوقوف الصريح وعلى كافة الأصعدة مع العصابة المجرمة في سوريا رغم ظلمهم وعدوانهم وبغيهم على الشعب السوري، وقفت معهم سياسيا وعسكريا وماليا، مدتهم بالرجال والأسلحة والخبراء لم تكتف بهذا بل تعد الشعب السوري خارجا يستحق القتل والسحل.

إن التصريح بمعاداة إيران وكرهها، لا يعني بحال معاداة الطائفة الشيعية وكرهها، بل أعده من الظلم والتعدي الربط بين مجوس إيران رغم تدثرهم بمحبة آل البيت كذبا وبهتانا، والتشيع العربي المستقل فكرا ومرجعية، مجوس إيران يكرهون العرب، لأن العرب هم من حطم تاج كسرى، والعرب يكرهون المجوس لإصرارهم على ممارسات خارجة عن ثوابت الإسلام ولإثارتهم الفتن والعداوات بينهم، احذروهم إنهم أعداء الأمة.

assahm@maktoob.com

أما بعد
إيران تكره العرب
د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة