Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 24/02/2013 Issue 14759 14759 الأحد 14 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

بعد أن تفاقمت الأزمة السورية، وأصبح واضحاً محاصرة نظام بشار الأسد في دمشق، وأنه لا محالة ساقط مهما طالت الأشهر، وُضعتْ عدة سيناريوهات من قبل داعمي الأسد والساعين إلى إقامة الإمبراطورية الصفوية الطائفية، وكان من بين تلك السيناريوهات إقامة جيب طائفي في المناطق الساحلية التي يوجد فيها أبناء الطائفة العلوية الذين وإن لم يكونوا جميعهم مؤيدين لنظام بشار الأسد إلا أن أفعال الضباط الكبار من الطائفة ورط أبنائها وجعلهم متهمين بالاصطفاف خلف النظام، إذ تم حشدهم في ميليشيات الشبيحة وفرق الأمن الموكل إليها تنفيذ المهام القذرة. وهكذا، وبدافع التورط أو الخوف ربط العلويون مصيرهم بمصير النظام وبدأوا يحتشدون في مناطق الساحل السوري، كما عملت قوات بشار الأسد على تهيئة محافظة حمص ومدنها وقراها لاستيعاب العلويين القادمين من المحافظات الأخرى وعمل روابط وامتدادات بين حمص ومناطق الساحل وصولاً إلى الحدود اللبنانية. والهدف من كل هذا وضع أساس لجيب طائفي يضم العلويين ويتواصل مع الجيب الطائفي الآخر في لبنان.

والآن وبعد أن تأكد للحاكمين في دمشق ومن يسندونهم في طهران والضاحية الجنوبية في بيروت أن أيام النظام أصبحت معدودة، أصبح لزاماً عليهم تسريع إقامة (دويلة العلويين)، تكون أساسها محافظتي اللاذقية وحمص، وعليه يجب أن يُجبر الآخرون من غير العلويين وبالذات أهل السنة على الهجرة والذهاب بعيداً عن الجيب العلوي. وهنا أُعطيت المهمة إلى حزب حسن نصر الله الذي أرسل عناصره للقتال في مدينة حمص وقراها، وتم تهجير العديد من المواطنين غير العلويين وتفريغ المحافظة من غيرهم، وعندما اتجه المهجرون إلى القرى الحدودية القريبة من لبنان أخذت مدفعية حزب حسن نصر الله تقصفهم وتسقط العديد منهم قتلى وجرحى، وهنا كان لابد للجيش السوري الحر من التدخل على الأقل لحماية المواطنين المدنيين السوريين، وهي المهمة التي أنشئ الجيش الحر من أجلها، وهو ما قام به حيث رد على مصادر نيران حزب نصر الله في قرى الرمل وأسقط عدداً من القتلى والجرحى من مقاتلي حزب نصر الله.

هذا التطور هو الذي يريده نظام بشار الأسد والساعون إلى توسيع النفوذ الإيراني، فالهدف هو نشر ارتدادات الأزمة السورية إلى خارج الحدود وفق التلون الطائفي، وكون العلويين والشيعة والإسماعيلية وغيرها من الطوائف التي تقترب من فكر ولاية الفقيه ذات مساس حدودي مع سورية، فقد وُضع مخطط لنشر ارتدادات الأزمة السورية لخارج الحدود، والاشتباك الذي جرى بين عناصر حزب حسن نصر الله والجيش السوري الحر تفصيل لهذا السيناريو على الرغم من أن حسن نصر الله نفسه قد اعترف بأن حزبه يشارك في معارك سورية منذ شهر أكتوبر الماضي، وهنا أصبح لبنان في عمق الأزمة السورية وهو ما سيشكل خطراً كبيراً على العلاقة بين مكونات الشعب اللبناني خاصة في ظل تعاطف نسبة كبيرة من اللبنانيين مع الثورة السورية، كما أن تورط حزب نصر الله في هذه الأزمة سيصعد من مطالبة اللبنانيين بنزع سلاح هذا الحزب الذي يخدم التوجه الإيراني وأنه أصبح منفذاً (أميناً) لأوامر ولي الفقيه الإيراني.

jaser@al-jazirah.com.sa

أضواء
لبنان في عمق الأزمة السورية
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة