Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 24/02/2013 Issue 14759 14759 الأحد 14 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الأخيــرة

استطاع نادي (الفتح) أن ينطلق كالسهم إلى سماء بطولات الكرة السعودية، ويأتي كالحصان الأسود من الخلف، ليصبح قاب قوسين أو أدنى من بطولة الدوري الممتاز، مُخلفاً وراءه (الأربعة الكبار) يجنون الخيبة والفشل .. الفتح إذا توج بطلاً كما هو متوقع فلن يحصل على بطولة الدوري الممتاز فحسب، وإنما سيثبت أن الأندية الأخرى؛ أندية الملايين، والمقرات الفاخرة، والأسماء اللامعة، والدعم، تلك التي يقولون إنها عريقة، ما هي إلا (كذبة) كبرى، أما الحقيقة التي دحضت كل الأوهام، وكشفت فشل الفاشلين، وعَرّت إخفاقات (إدارة) القائمين على إدارة الأندية الكبار المصنفة على أنهم (كبار) الكرة السعودية، فقد كانت حقيقة تُسمى (نادي الفتح في الأحساء) .

ميزانية الفتح - كما يقولون - لا تتجاوز عشرين مليون ريال فقط؛ أي أنها أقل من قيمة لاعب من لاعبي الأندية (الزبرقة) التي كانت في الصدارة ما قبل عصر (الفتح)، والمدرب من تونس وليس من أوربا أو أمريكا اللاتينية، وراتبه بآلاف الريالات، وليس بملايين الدولارات أو اليوروّات؛ كما أن الإدارة الفتحاوية تستطيع أن تستغني عنه - إن أخفق - وقتما تشاء بمؤخر عقد لا يعدو أن يكون واحداً في الألف وربما أقل من مؤخر عقد الفضيحة (ريكارد) .. إداريو الفتح يعملون ويخططون ويُديرون بهدوء وتَؤدة، دونما ضوضاء وصخب؛ فهم لم يأتوا لهذا النادي بحثاً عن الشهرة، والترزز، والفلاشات، والتصريحات العنترية، ولقاءات الفضائيات، وإنما عن تحقيق إنجاز لنادٍ أرادوا له أن يكون شيئاً مذكورا فتحقق الحلم؛ فهم كما ثبت على أرض الواقع، إداريون محترفون، يعرفون كيف ومن أين (تُؤكل) الكتف، وكيف يحولون الأندية (المتعالية) إلى نمر من ورق، أو جعجعة وليس ثمة طحنا، أو فقاعة لا تلبث إلا أن تنتهي وتتلاشى وكأنَّ شيئاً لم يكن، وهذا ما حصل بالفعل.

الإنجاز الذي سطرته إدارة نادي الفتح (بأقل الامكانات المالية) يُشير إلى أن هناك مرضاً يَنخر جسد الكرة السعودية، مُؤداه أن مشكلة ما يُسمى أندية الصف الأول، ذات الإمكانات المالية الضخمة، والأسماء اللامعة، والمقرات التي تربو قيمتها على عشرات الملايين، هي بالمختصر البسيط (الإدارة) ولا شيء غير الإدارة؛ وإلا فكيف استطاع نادٍ بهذه الإمكانات المالية المتواضعة، بلا عقود إعلانية مليونية، ولا دخل، ولا جماهير، ولا تاريخ، ولا (كبار) يدلعونه ويراعونه ويدعمونه، أن يتخطَّ أصحاب العقود المليونية، والجماهير المليونية، والدعم (الشرفي) المليوني، لولا أنَّ من يُمسك بزمام إدارة الأندية المنافسة، أندية الملايين، أناسٌ هواة، أتوا بحثاً لذواتهم عن قيمة، وليس بحثاً لأنديتهم عن قيمة؛ فمثل هذه الأندية ذات القدرات والمداخيل الضخمة، لو أسندت أمور إدارتها إلى إداريين محترفين، وليس إلى هواة يتخبّطون، لما استطاعت إدارة الفتح (المحترفة) أن توظف إخفاقات هؤلاء، وعدم مهنيتهم إدارياً، توظيفاً ذكياً، وتصعد بفريق (فَتِي)، ناشئ، وتحقق به وله قصب السبق، تاركة جميع الكبار - (سابقاً طبعاً) - يعضون أصابع الندم، ويئنون من وطأة الفشل والخيبة والإخفاق، يبحثون في القادم من الأيام عن أمل تكتنفه عسى ولعل، وتُغلفه الرغبات والأمنيات لا العمل والتخطيط الجيد والجهد.

لكم يا شباب الفتح، ولكم يا إدارة الفتح، وللحبيبة (الأحساء) التي منها أتى هذا الفارس الجميل أقول : شكراً فقد كشفتم ما عجز الآخرون عن كشفه؛ فكم كانت الكرة السعودية في حاجة لكم ونحن نشكو من مرتبة معيبة في تصنيفات الفيفا تجاوزت (المائة) ولم تزل تراوح مكانها؛ فجئتم تقولون لنا بالمختصر المفيد : (مشكلتكم إدارية)؛ وبرهتنم على ما تقولون فعلاً لا قولاً؛ فقطعت جهيزة قول كل خطيب .

لقد أثبت الفتحاويون - أيها السادة - أن مشكلة كرتنا غياب حكمة تقول : (ضع الرجل المناسب في المكان المناسب تحصد الإنجازات)؛ وهذه - بالمناسبة - مشكلة الكرة السعودية وليس الأندية فحسب.

إلى اللقاء

شيء من
الفتح .. يُعرّي الأندية الزبرقة !
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة