Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 24/02/2013 Issue 14759 14759 الأحد 14 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

كثيراً ما تردني اتصالات من أشخاص لا أعرفهم، يقترحون الكتابة في هذا الموضوع أو ذاك، مما يجعلني أشعر أن الإعلام ما زال هو السلطة الرابعة، وأنه ما زال يملك القدرة على التأثير والتغيير، بينما في المقابل يحبطني بعض من ألتقي بهم في المناسبات الخاصة، بأن ما نكتبه لا يتجاوز «فشّة خلق»، وأنه لا يتغير شيء، والوضع قائم كما هو، أي مكانك سر!

ومن هذا الموقع الملتبس للكاتب وللصحفي، يتعامل الآخرون معه، إما بالحذر منه، ومهادنته، ومحاباته، وربما أحياناً رشوته، أو عدم الاكتراث به. وأذكر قديماً أن هناك ادعاءات نسمعها بين حين وآخر تقول بأن صحفيي الميول الرياضية يتقاضون مبالغ مالية لقاء ما يقومون به في صحفهم!

لقد تذكرت ذلك حينما قرأت حديثاً لعضو هيئة التدريس في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور مشعل الوعيل، في حلقة نقاش، قال فيه بأن هناك جهات رسمية حكومية تمنح صحفيين مكافآت شهرية، أو مقطوعة، لحثهم على عدم التطرق لسلبياتها وكشف المستور عنها، وهو أمر خطير إذا كان يحدث فعلاً، لأنه يجعل المطبوعة غير حيادية تجاه بعض الجهات الحكومية، خاصة تلك الجهات التي تقدم الخدمات للمواطنين، فهذا يعتبر رشوة وفساداً مالياً يجب أن تتدخل في إيقافه هيئة مكافحة الفساد.

ولعل الصحف عموماً، وربما القنوات الفضائية والإذاعات، تربطها علاقات نفعية مع المعلنين الممولين الحقيقيين، لذلك تخشى وسائل الإعلام هذه أن تنتقد خدمات هذه الشركات، لئلا تفقد موردها المالي، لكن هذا الأمر لا يمكن إثباته أو إدانته، فهو قد يدخل في العلاقات المتبادلة، وهو أمر متعارف عليه، في المصالح المشتركة، فالمؤسسة الإعلامية تكسب المال من قبل المعلن، والشركة المعلنة تسوِّق لمنتجاتها وخدماتها، وهو ليس في خطورة شراء ذمم الصحفيين والكتَّاب، من أجل تزيين جهات معينة، أو الصمت عن أخطائها.

أعود إلى موضوع مقالي هذا، وهو دور المقالة الصحفية في التأثير، إما في تغيير واقع، أو تغيير سلوك، أو دفع وضع معطّل يرتبط بخدمة المواطن، ولعل الإعلام الجديد، ومواقع التواصل الاجتماعي، جعلت من هذا الأمر حساساً جداً، وعلى الجهات التي ترتكب الأخطاء أن تكون حذرة في أعمالها، سواء عند تقديم الخدمة، أو في تبرير الأخطاء أو معالجتها.

على سبيل المثال، ارتكبت وزارة الصحة خطأ طبياً فادحاً، بل كارثياً، حينما تم نقل دم ملوث بالإيدز إلى طفلة مريضة، وبدلا من أن تنقلب الوزارة رأساً على عقب، كان الخطأ الإعلامي الفادح أن زار الوزير الطفلة المريضة، وأهداها جهاز آيباد، تحوّل إلى نقمة، تداولتها المواقع الاجتماعية بمنتهى السخرية، وهو ما يعني أن المستشارين لدى الوزير لم يقدروا حجم الكارثة، ولم يتوقعوا غليان الشارع المحلي.

وفي كل الأحوال تبقى سلطة الصحافة مؤثرة، ويجب نزاهتها، تماماً كضرورة نزاهة السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية.

نزهات
ضمير الإعلام ونزاهته!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة