Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 25/02/2013 Issue 14760 14760 الأثنين 15 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حينما يصحو المجتمع على وقع جريمة ما، أو يستيقظ على مصيبة تتناقلها الأخبار، وتتداولها المواقع، أو تحملها الرسائل، أو تُشَرِّقُ فيها التغريدات وتُغَرِّب، فلا شك أن الفاجعة ستلجمك والحزن سيغشاك، لتحتدَّ وتغضب من فداحة وألم هذا الموقف، فلا تجد بداً من أن تُسلِّط سهام نقدك على أقرب من حولك، فتأخذ بانتقاد الواقع المرير على الرغم من أنك لا تستطيع منع وقوع الحوادث، أو حصول الكوارث والمصائب، إلا أنك إزاء أمر كهذا تستشعر أهمية التخفيف من أهوالها والتقليل من فرص وأسباب حصولها.

فبين هنيهات هذا الألم الذي تتركه بعض قضايا العنف وحوادث الاختطاف، ومشاهد التعذيب للأطفال لا بد لنا أن نلمح علاقة المجتمع بمثل هذه القضايا بوصفه كياناً يعاني من تبعات هذه المحن، لتأتي وبشكل مقرب حالة بعض الأسر التي نزعم أنها غافية أو غافلة عن الكثير من واجباتها المتمثلة برعاية الأبناء ومتابعتهم وتربيتهم والأخذ بيدهم - قدر المستطاع - فلا تستيقظ مثل هذه الأسر -للأسف- إلا على وقع المصيبة وصدى الفاجعة.

فقد نلاحظ أن الكثير من الأسر بعد هذه الخطوب والمصائب والدروس كثيراً ما تعود إلى إغفاءتها وغيابها دون أن تستفيد من الدروس والعظات التي تحصل جراء بعض الممارسات الأسرية الخاطئة، كالتهاون في المتابعة حين خروج الأبناء والبنات خارج المنزل، وإدمان السهر، ومعاشرة من “هَبَّ ودَبَّ” أو من هم ليسوا أهلا للمعاشرة والصداقة.

فبعض الأسر لدينا - للأسف - كأنها في إغفاءة طويلة، لا تستيقظ إلا على الكارثة، ويكون التفاعل مع هذه المصائب والحوادث محدود جداً وآني وربما لا يتعدى أمر مقولة: (مهولنا الشر.. ويا الله السلامة) فيما لا تكترث بكل ما هو درس مفيد وإن كان أليما.. على نحو مقولة العربي: “جزا الله النائبات كل خير”.. فكثير من الأمم حولنا تعلمت من مصائبها على نحو اليابان وكوريا وتركيا حينما نهضت من كبواتها وأحزانها وفواجعها ونجحت في قيادة العالم بشكل مذهل.

وأقسى هذه المصائب التي تمر بمجتمعنا بين فينة وأخرى هي جرائم القتل، إلا أن هناك جرم آخر لا يقل شناعة هو التغرير بالصغار والصغيرات والتحرش فيهم، أو إيذائهم جسديا ومعنوياً، إلا أنك حينما تفتش في جذور المشكلة ستجد أن حلقة ما مفقودة في هذا الأمر، تتمثل في غياب الأسرة أو خلل ما في تكوينها، وربما أهمها هي الغفلة وعدم الاهتمام من بعض الأسر في أمر متابعة أطفالهم حتى “يقع الفأس في الرأس” أي تقع المصيبة ويبدأ في الويل والثبور والجأر بالشكوى.

قصص كثيرة حول استدراج القاصرات واختفاء الأطفال عن أسرهم في الأسواق والشوارع.. فكيف يخرج الصغير أو الصغيرة بلا مرافق أو متابعة من قبل الأهل؟! وصورة أخرى من صور إغفاءة بعض الأسر وغفلتهم و تهاونهم يتمثل في ارتداء بعض الصغيرات ملابس غير محتشمة، ولا تصلح بأي حال من الأحوال للظهور بها في الأماكن العامة.. فأين وعي الأسرة من هذا التصرف؟! فالأمر لا يعدو كونه سوى جهل وغفلة وسوء في تقدير الأمور، ودرء لأخطار محتملة.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
أُسَرٌ غافية
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة