Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 01/03/2013 Issue 14764 14764 الجمعة 19 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

أفواه تتلفظ بكلمات عطرة

رجوع

تأليف الدكتور القدير بدر بن أحمد كريم

قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف - بنت الأعشى

الدكتور القدير والإعلامي الينبعي الكبير بدر بن أحمد كريم شخصية إعلامية متطاولة، شعارها التحدي، وسلاحها الإنجاز، هو من أبرز الشخصيات السعودية العصامية، خاض معترك الحياة معتمداً على الله وحده ثم إيمانه بقدراته الذاتية، استهل حياته الوظيفية بشكل بسيط على درجة مقيد صادر وارد في إدارة الجوازات والجنسية في مدينة جدة، ثم مراقباً للمطبوعات بمديرية الإذاعة والصحافة والنشر، فمذيعاً ثم مقدماً للبرامج الجماهيرية، فمديراً للتنفيذ، وواصل كفاحه وتدرجه حتى وصل إلى منصب المدير العام للإذاعة، ثم شغل منصباً هاماً وهو نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ، ثم عين مديراً لوكالة الأنباء السعودية. وبعد إحالته على التقاعد اختير محاضراً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وأسس مركز (غزوة) للدراسات والاستشارات الإعلامية.

أصدر مؤلفات نادرة، أولها: (نشأة وتطور الإذاعة في المجتمع السعودي)، ثم (دور المذياع في تغيير العادات في المجتمع): دراسة ميدانية في قرية خليص وهي تمثل أطروحته لنيل درجة الماجستير، وله (أتذكر) سيرة ذاتية، ورسالة الدكتوراه بعنوان: (دوافع التعرض للموضوعات الاجتماعية في الصحف السعودية)، ثم كتابه الرائد: (أفواه تتلفظ بكلمات عطرة) وهو المطروح أمامك - عزيزي القارئ - في هذه القراءة، بدأ حديثه في كتابه السالف ذكره، بأسلوب شيق نقي واضح، مبيناً ماهية الكتاب: (هذه الإضمامة من الورق لكثير من الإعلاميين - الإعلاميات في الوطن العربي، شاء الله لطائفة منهم أن يكونوا حملة رسالة ودعاة إصلاح، وبنك معلومات متحركاً، ومصباحاً بزيت يضيء دروب حياة مجتمعاتهم، ونقاط ماء تسقط باستمرار فتحفر الصخر، بينما طائفة أخرى منهم عاثت في الإعلام فساداً، صعدت صدفة مع تيار الوقاحة، فعميت بصائرهم، ورمد البصر أهون من فقد البصيرة، أولئك هم الذين أضرموا نار اليأس في مجتمعاتهم، ومن الإنصاف محاكمتهم بقانون لا يتسامح مع من يتحدونه)، هؤلاء ممن ينتسبون وينتسبن للإعلام كيف يتسنى لهم إتقان رسالتهم الإعلامية؟ ما هي أدواتهم؟ ما هي أخطاؤهم؟ هذه الإضمامة من الروق تجيب على هذه الأسئلة الهامة في رحلة إعلامية نادرة، مألوفة لدى بعض ومبهمة لدى بعض آخر، في حين أن الجميع يصغون لأفواه تتلفظ بكلمات زاكية عطرة.

هذا، ويصدع المؤلف - حفظه الله - بصوته النقي في إرهاصته لكتابه قائلاً: (هنا وهناك أفواه إعلاميين وإعلاميات تتلفظ بكلمات عطرة، أولئك هم الذين اشترى الله منهم أفواههم، وأصواتهم وأقلامهم لقول كلمة لا تقول لصاحبها: دعني {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}، أولئك هم الذين باعوا أفواههم وأقلامهم بأثمان آخذة في الارتفاع شيئاً فشيئاً، باعوها ليجعلوا مجتمعاتهم في حِرز من نكبات ترميهم بها سهام الفرقة، كلامهم حكيم، ولن يكون أحد خاسراً إذا أخذ بكلام الحكماء، ولكن سفه الأفواه ينقلب إلى طغيان، وعندما يتفوه الإعلاميون والإعلاميات بكلمات عطرة، ينبغي أن تخرس أفواه آخرين منهم تتلفظ بكلمات قذرة).

وشكل الكتاب الهندسي - إن صح التعبير - يقوم على النمط التالي: يتألف الكتاب من ستة فصول وهي:

الفصل الأول: أهمية الكلام في الإعلام- ومهارات القراءة.

الفصل الثاني: المهارات اللازمة لحوار الإعلاميين والإعلاميات.

الفصل الثالث: أخطاء البرامج الحوارية.

الفصل الرابع: أخطاء قواعد الكتابة الفعالة.

الفصل الخامس: اضطرابات النطق والكلام.

الفصل السادس: مقترحات لتطوير مهارات الإعلاميين والإعلاميات.

ويشير المؤلف - سلمه الله - في مدخل الكتاب إلى ما يحدث اليوم من بعض المحاورين والمحاورات في الإذاعة، والرأي، من تجاوز قواعد الحوار، والخروج على آدابه وأخلاقياته، إذ يستهجن بعض خبراء الإعلام، ومن لهم باع طويل فيه هذا الأسلوب، ويشير إلى لُب المشكلة من عدم إلمام بعض المحاورين والمحاورات بقواعد الحوار، هذا فضلاً عن رداءة الموجود منهم في الميدان الإعلامي، وما فيه من غياب مهارات الحوار والتدريب والتأصيل، كل هذا سهل المضي في الطريق الخطأ، وبهذا فقدت بعض وسائل الإعلام الجماهيرية الكبيرة العربية وظيفتها التربوية ومهمتها التعليمية. ثم يتساءل المؤلف بقوله: (من المسؤول عن «المتردية» والنطيحة وما أكل السبع» الذي أدى إلى تدني مستوى الحوار الإذاعي والتلفازي؟ ولماذا وكيف وصل حال نوعياته إلى هذا المآل؟ ومتى تخضع أدواته في وسائل الإعلام الجماهيرة المختلفة إلى التقويم الموضوعي، فيبقى للحوار أربابه وصناعه، وتتخلص من غير الأكفاء وغير المؤهلين وغير المتخصصين، ممن لا يجيدون قواعد الحوار وثقافته؟).

ويطرح الحلول من جانبين:

أولهما: أن يدرك القائمون على الفضائيات العربية، أنه يوجد مشكلة عويصة، ومن خلال التنبه لهذه المشكلة، يُعهد إلى الخبراء والمهتمين والمتخصصين بوضع الحلول المناسبة.

ثانيهما: أن الناجحين من الإعلاميين والإعلاميات هم من لديهم القدرة على الإنصات، مما يجعل المستمعين يرقبونهم عن كثب، فيتولد لديهم الإيحاء وهو شعور نفسي بين المرسل والمرسل إليه.

ويمضي الكتاب في مناقشة قضايا فصوله بإسهاب وتركيز وعمق، مما يحق لنا أن نقول به وهو أن المؤلف لبى حاجة هامة في المكتبة الإعلامية العربية السعودية، وشغل فراغاً بارزاً فيها.

عنوان التواصل: ص. ب 54753 الرياض 11524

فاكس: 2177739

hanan.alsaif@hotmail.com

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة