Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 01/03/2013 Issue 14764 14764 الجمعة 19 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

قصة قصيرة
حب ولكن!!
يحيى أحمد أبو طالب

رجوع

أشرقت شمس الصباح.. رن جرس المنبه معلناً الساعة السادسة صباحاً. إنه موعد استيقاظ “فيصل”. استيقظ من نومه.. وببطء أسقط يده على المنبه ليسكته. نهض من سريره.. أخذ حمامه الصباحي المعتاد، وتناول إفطاره الذي أعدته له أمه. خرج من المنزل متوجهاً إلى عمله، وفي الطريق توقف عند أحد المحال لشراء صحيفة. دخل المحل، وتوجه إلى ركن الصحف.. وفي طريقه قابل فتاة تحمل عيناها من الفتنة الكثير.. لم يعرها انتباهاً، ولكنها كانت تسلط سيوف نظراتها عليه.. لاحقته بنظراتها، ولم تكتفِ بذلك بل لاحقته بخطواتها.. تبعته إلى ركن الصحف. تناول صحيفته المفضلة ونظر إلى الصفحة الأولى فيها بحثاً عن خبر يستحق قراءته قبل الوصول إلى عمله.. ولكنه لم يكمل استكشاف العناوين.. سمع اقتراب خطواتها منه.. اقتربت منه.. تناولت إحدى الصحف، وتظاهرت بأنها تقرؤها بينما كانت سهام نظراتها مصوبة نحوه.. كانت عيونها تحمل الكثير من الكلمات. أخذ الصحيفة وانصرف.. وفجأة أتاه ذلك الصوت من الخلف “فيصل.. فيصل.. الحساب” ركب السيارة.. وصل إلى عمله.. وعاد إلى منزله بعد نهايه الدوام.. كالمعتاد ظاهرياً، ولكن نفسياً هو يوم لم يشهد مثله من قبل.. كان تفكيره مشغولاً طوال اليوم بتلك الفتاة.. لا يدري بماذا يفكر.. هل يفكر في سبب نظراتها أم في سحر عينيها.. وفي اليوم التالي توقف عند نفس المحل.. دخل المحل، وتوجه إلى ركن الصحف وعيناه تبحث في أركان المحل بحثاً عنها. وجدها أمامه.. تقرأ نفس الصحيفة التي أخذها بالأمس.. استحضر كل الجرأة التي يملكها وحاول أن يطيل النظر إليها.. نظر إليها.. ونظرت إليه.. التقت عيناهما.. شعر بأن جسده تجمد.. قلبه ينبض بسرعة.. يداه ترتعدان.. لحظة من الصمت والنظرات.. لم تدم تلك اللحظة طويلاً حتى بدأ جوالها يرن.. “ألو.. أنا مريت اشتري جريدة.. لا مو غريبة ولا شي.. لا لا ما تأخرنا.. خلاص يالله جاية”.

أخذت الصحيفة معها وانصرفت.. كان ينظر إليها ويعد خطواتها حتى خرجت.. بدأ يشعر بشعور غريب.. يحس بأن شيئاً ما ولد بصدره.. لم يذهب إلى عمله.. عاد إلى المنزل.. سألته أمه عن سبب عودته فادعى أنه استأذن من عمله.. ازداد انشغاله بها.. ولكن اليوم انشغل بها قلبه وعقله معا.. صورة عينيها الساحرتين لم تفارق مخيلته.. استمرت النظرات الخرساء بين الاثنين أسبوعا.. زاد تعلقه بها.. وبدأ جليد التردد يذوب بداخله.. بدأ يتغلب على نداء الممانعة بداخله.. فقرر أن يخطو هو الخطوة الثانية.. قرر أن يتكلم معها ويكسر حاجز الصمت. أمضى ليلته يفكر.. ماذا يقول؟ كيف يقول؟ حان الموعد.. خرج من المنزل.. توقف عند المحل.. ولكنه لم ير السيارة التي تنقلها متوقفة خارج المحل.. دخل المحل وتوجه إلى الركن المعتاد.. لم تمضِ دقيقة كاملة حتى جاءت.. انتشى من رأسه حتى قدميه.. أخذت صحيفة كالعادة وادعت قراءتها.. نظرات متبادلة.. بدأ يعد العد التنازلي لبدء الكلام الذي أمضى ليلته في تحضيره.. ولكنها قبل أن يكمل عده التنازلي بادرته بسؤال.. “إيش اسمك؟”. “اسمي فيصل”. “عندك أخ اسمه إبراهيم؟”. “لا”. “فيه أحد يقربك اسمه إبراهيم؟”. بدأ يفكر.. “أيوه فيه.. جدي اسمه إبراهيم.. وولد عمتي كمان”. “طيب ولد عمتك كم عمره؟”. “عمره سنتان وشوي.... ليش؟؟ مين إبراهيم”؟.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة