Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 06/03/2013 Issue 14769 14769 الاربعاء 24 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

خلال الأسبوع الماضي أصاب الخلل مكينة ألعاب فتسببت في جرح وأذى لأطفال، وسقط رجل إطفاء ومات من طائرة خلال استعراض للقدرات، وقتل عدد من أطفال المدارس في حادث على الطريق، وربما هناك حوادث بالمئات لم تستثير ناشري الأخبار، هذه الحوادث ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقانون مورفي الشهير يقول (أي شيء يمكن أن يخرب سيخرب)، من يستوعب هذه القانون يدرك أن الكارثة قادمة مالم يعترضها بإجراء معين، فمكينة الألعاب خلال تشغيلها تستهلك نفسها وتحتاج لصيانة وتغيير في القطع المستهلكة، ورجل المطافئ كان بحاجة للتدريب والتجريب مرات قبل الاستعراض والتأكد من أن وسائل استعراضه جيدة وموثوقة وكذلك سائق حافلة الطلاب كان عليه أن يتأكد من سلامة سيارته وانتباهه للطريق وشاغليه من المتهورين والجاهلين، فالمثل الشعبي يقول «لا تأخذ السلامة عادة».

عندما تتطور المعيشة ويزيد الانسان اعتماده على الآلة في تيسير حياته فهناك ثلاثة أمور عليه إدراكها، الأول هو مدى وعيه وقدرته العقلية والبدنية على ضبط تصرفاته مع الآلة، فلابد أن يكون في غاية الانتباه والتركيز وأن لا ينشغل بما يسلبه الانتباه وخصوصا مع الآلات الخطرة، والأمر الثاني أن يكون على علم ودراية ومهارة في التعامل مع الآلة وأن يكون في وضع بدني يناسب التشغيل بصورة تضمن عدم حدوث أخطاء أو إرهاق، والأمر الثالث وهو لابد أن تكون الآلة بحالة جيدة في مكوناتها، وأن تغير القطع التي يستهلكها التشغيل بصورة دورية وحسب توصيات صانع الآلة. هذه الأمور الثلاثة إذا تم الالتزام بها، فإن الحوادث بعد ذلك تصبح قضاء وقدر لا يمكن تجنبه.

الحوادث التي أشرت إليها، كان بالإمكان تجنبها، لو أن صاحب الملاعب اهتم بمعايير السلامة واختار الآلة الموثوقة صناعة وتتبع خطوات الصيانة الدورية والتفتيش على صلاحية مكوناتها ثم اختار من لديه دراية وتدريب وحرص لتشغيلها ضمن معايير السلامة الموصى بها من الهيئات الرسمية، ولو أن الدفاع المدني وضع معايير لسلامة أداء المهام الخطرة، بالتدريب واختيار وسائل مضمونة الأداء من حيث جودتها وجاهزيتها، وكذلك الحال بالنسبة لحافلة المدرسة كان لابد من التأكد أن الكوابح تعمل بصورة جيدة وأن السائق مدرب على تفادي المواقف الخطرة، كل الحوادث لا تحصل إلا عندما تأخذ الأمور مجرى غير معتاد وذلك لا يحدث إلا عند وجود خلل، لذا لابد من العمل على تقليل حدوث الخلل وهذه أول أسس السلامة.

السلامة أصبحت عادة عند الناس، فكثرت الحوادث المميتة والمعيقة، فكثير من الأجهزة الموجودة في المنازل والمصانع والحياة العامة رديئة التصنيع، وسيئة الصيانة ويشغلها أناس جاهلون بأضرارها، والسبب هو البحث عن السعر الرخيص، فلا غرابة أن يقع الحادث بصورة متكررة إذا كانت الآلة رخيصة والصيانة رخيصة والتشغيل رخيص، هنا تصبح الحياة برمتها رخيصة، قلت لرجل أعمال «لماذا يسعى معظم رجال الأعمال لشراء الرخيص من أدواتهم وآلاتهم» فقال «المنافسة شديدة والناس لا يهمها جودة السلامة في مصنعك، طالما أن بضاعتك رخيصة السعر» فقلت «لو قدر الله وقرر الطبيب زراعة منظم لقلبك العليل، وأتى بجهازين الأول من صانع موثوق وسعره ضعف سعر الآخر الذي لا تعرف صانعه، فأيهما تختار؟» فقال بدون تردد «الجهاز من الصانع الموثوق»، فقلت «الراشد من الناس مثلك، ولكن عندما يكون خياره بين الرديء وآخر مثله، يصبح السعر هو المعيار».

الالتزام بمعايير السلامة مكلف ويرفع من تكاليف إنتاج الخدمات والسلع، ولكنه يرفع من جودتها، لذا علينا كمجتمع أن لا نستهين بمعايير السلامة ونطلبها من كل من يقدم خدمة أو يصنع سلعة وأن يقوم لذلك أجهزة رسمية فتضع معايير للسلامة وتجرم من يستهين بها ويخالفها.

فلا يجب أن نأخذ السلامة عادة.

mindsbeat@mail.com
Twitter @mmabalkhail

نبض الخاطر
السلامة ليست عادة
محمد المهنا ابا الخيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة