عند هذه المقول توقف أمام بوابة معرض الرياض الدولي للكتاب بين الخارجين والداخلين بازدحام تراجيدي أتأمل جيوش من الكتب التي تتلألأ بعناوينها ولوحات أغلفتها توقفت وأنا بحالة من الشغف المدجن بأسئلة تبحث لها عن بصيص من ضوء ينير طريق من التفكير تكتنفه العتمة لإجابات تسلط الضوء عن شيء من الذات وأخرى تنقب بسيرة إنسان قد مات وبقيت كلماته بمرور الدهر يانعة يافعة تبقى في النفس راضية.

دخلت وبيدي اليمين ورقة لقائمة من الكتب كنت قد بدأت الكتابة عليها منذ عام أو يقارب وكان حالها يرثى له فقد تعددت الأقلام عليها وبقت هي صامدة بين الفينة والأخرى أخرجها من مكتبي لأزيدها باسم لكاتب أو اسم لكتاب أو دار نشر وحين رفعتها أمام عينيّ وجدت ملمسها قد تجعد بآلاف الصفطات فهي أشبه بجبين شيخ عتيد الأيام وكأن حالها يقول أهذا يوم الفراق يوم أن أرما بأحد مكبات الأوراق كتب عليها (كتاب فرنسي يكشف سرّ أسعار اللوحات الفلكية بيّاعو الخيال للكاتبة جوديث هويت) و(على حافة الأمنية أطياف الغربة والرحيل للكاتب محمد الدعفيس) و(غيوم امرأة استثنائية لروائي أحمد الدويحي) و(موسوعة الفنون الجميلة المصرية في القرن العشرين للكاتب المصري صبحي الشاروني) و(نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود لعارف العارف) و( رواية فرنسية كل ماسات السماء للكاتب كريستوف كلارو) و(شعر محمد الفيتوري بين الرؤية والتشكيل للدكتور عايدي علي) و(اغتيال صحافية رواية سعودية بوليسية لصحافية فاطمة آل عمرو) و(الهوية الراهنة للتشكيل العربي المعاصر للناقدة اللبنانية مها سلطان) و(سيرة الرماد للفنان التشكيلي العراقي يحيى الشيخ) و(أسامة بن لادن المهدي المنتظر أم المسيح الدجال لإيهاب البدوي) و( شيوعيون في السعودية للكاتب فهد القحطاني) و(فن تشكيل الخط في كتاب الحروفية العربية لمحمود شاهين) و(كتاب فك رموز لغة حضارة المايا الهيروغليفية للباحث مايكل دكو) و(فلسفة المونودراما وتاريخها للباحث حسين علي هارف) و(لعبة الكتابة للناقد الراحل الدكتور مصطفى ناصف).

كل تلك الأسماء قد رصفت فوق بعضها البعض على سطور الورقة التي أثقلت كاهلها فنظرت إليها بنظرة قد تكررت على مدى عام وقلت في ذاتي سوف أقيم لكِ حفل وداع كما يفعل أنباط البتراء حين يحتفلون جنائز أسيادهم بكل اعتزاز فلا يوجد سيد لي بهذا العالم يا سيدتي إلا الورقة والقلم..!!