Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 08/03/2013 Issue 14771 14771 الجمعة 26 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الطموح الإيراني لتصبح قوة إقليمية فعالة على حساب المصالح العربية.. والرغبة في التمدد والتغلغل في جسم دول منطقة الخليج العربي من خلال الاستفزازات المستمرة أو التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة عربية بطريق مباشر أو غير مباشر لم يكن أمراً جديداً إلا أنه كان مابين الانكماش والانزواء للداخل في فترة الضعف والانكسار وبين محاولة بسط النفوذ والهيمنة في فترة القوة..

والمراقب للأحداث المتتابعة على الساحة السياسية في وقتنا الحاضر يلحظ الحضورالمتعدد لإيران وفي أكثر من موقع.. .يبدو أن عودها قد اشتد كثيراً رغم مايفرض عليها من عقوبات.. فالتغيير الذي أحدثه الغزو الأمريكي على العراق سهًل المهمة وفتح الباب على مصراعيه لإيران وزمرتها القيادية لاستعادة نشاط المحاولات البائسة لتحقيق مآربها فالعراق يمثل ثقلاً خاصاً ومهماً بالنسبة لها لما يضمه في تركيبته الاجتماعية من طوائف متعددة ومختلفة وأبرزها الطائفة الشيعية التي تمثل الأكثرية من الشعب العراقي والمرتبطة بعلاقة وطيدة مع المراجع الدينية الشيعية في إيران.. لهذا كانت العراق بمثابة بوابة التحرك النشط للسعي نحو تحقيق الحلم المنشود.. وبسط الهيمنة السياسية والفكرية والإيدولوجية المُخَطط لها في المشروع الإيراني الرامي لاستحواذ المنطقة وعلى وجه الخصوص دول منطقة الخليج العربي.

وفي استقراء بسيط لبعض حقائق السياسة الإيرانية المتلونة والمغلفة بعباءة إسلامية وعمامة فارسية.. ندرك أنها سياسة قائمة على اللعب في مفاصل الجسم العربي بطرقها الملتوية إما من خلال شراء الذمم بمال أذرعتها الأخطبوطية.. أو من خلال دس خلايا تدًعي الدين والولاء والوطنية كما الخلايا التي تزرعها في دولة البحرين أو التشدق بالدفاع عن القضية الفلسطينية متخذة منها نافذة عبور تتسلل منها إلى العمق العربي خاصة أنها لاقت شبه استقطاب ومباركة ضمنية من بعض جماعات الإخوان.

إيران المناقضة لخطاباتها وشعاراتها.. هي إيران بمحركاتها السياسية الفارسية التي خططت ووضعت منذ أمد مشروع الهيمنة والسيطرة والمد الشيعي لذلك لم تتغير مطامعها في البحرين والإمارات أو أي دولة خليجية أوحتى عربية.. إيران لاتتورع عن التحالف مع ألدِ أعدائها في الساحة السياسية في سبيل تحقيق مكسب إستراتيجي لها.

المتأمل لداخل الساحة العربية وخاصة منطقة الخليج العربي يلحظ تسلسلاً من أحداثٍ ارتبط البعض منها بشكلٍ أو بآخر بالتحركات الإيرانية المشبوهة والمؤدية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

فإذا كانت إيران تمثل أحد أهم دول الجوار جغرافياً.. فإنها في ذات الوقت من أكثر الدول رغبة في توظيف الوجود الشيعي وزجه في الحياة السياسية من خلال توفير كافة وسائل الدعم لوجستياً ومعنوياً.. وماتشهده دولة البحرين من اضطرابات وقلاقل يثبت وبوضوح مدى تطاول أقزام إيران على دولة تحتفظ لنفسها بكامل السيادة لأرضها وشعبها.. كذلك تنامي محاولاتها للعب بورقة أبناء القطيف والعوامية في الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية فبئس اللعب الذي تلعبه وبئس ماتحاول أن تفعله ولن تفلح سنارة تحمل طُعم السم للصيد من بحر خليجنا العربي بإذن الله.

هكذا هي أولويات الأجندة الإيرانية في مشروعها القديم الحديث.. بسط نفوذ.. تصدير الفكر السياسي الفارسي وتشييع الشارع العربي والتركيزعلى دول الخليج العربي لما يمتلكه من قوة اقتصادية وموقع جغرافي متميز.. لكن لن تنجح محاولات قوم مهما كانت قوته من تفكيك أوصال وتشتيت أجزاء دول منطقة خليجنا العربي.. حفظ الله أمن واستقرار دول منطقة الخليج العربي.

zakia-hj1@hotmail.com
Twitter @2zakia

عود على بدء
ولن تُفلِح الاستفزازات الإيرانية
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة