Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 08/03/2013 Issue 14771 14771 الجمعة 26 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

قصص قصيرة جداً

رجوع

(1) فقدان توازن

مر بفترة مراهقة كسائر معظم الشباب لكنها كانت مختلفة وغريبة الأطوار حيث مارس فيها كل أنواع التجاوزات وأستمر على هذا الحال سنوات حتى وصل سن الخامسة والعشرين، لنتنقل أحوله رأساً على عقب حيث التزم التزاما فيه نوع من التشدد.

أستمر قرابة العامين حيث أصبح يقدم النصح والوعظ لزملائه بالعمل ويرفض سماع ما يشعر أنها مخالفة على نحو الأغاني، ومع أن من حوله سر بهذا التوجه وعودته إلى طريق الحق والصواب إلا أنه سرعان ما عاد لضياعه السابق لكن هذه المرة كان الضياع أشد وأكثر تطرفاً.

وبما أنه متزوج فقد أثرت تصرفاته على علاقته بالزوجة كون المرأة أكثر معرفة بسلوك زوجها وما يطرأ عليه من تغيرات حيث حصل شبه انفصال بين الزوجين وكان هذا فرصة لانغماسه في كافة أنواع الملذات المحرمة.

حاول محبي الخير نصحه لكنة لم يكن يستمع إلا لصوت الشيطان ورفاق السوء والضياع حاولت والدته بكل ما أوتيت من قوة أقناع الزوجة بالعودة من أجل أطفالها لكي يعيشوا مع والديهم كذلك لعل عودتها تعيد الزوج لطريق الصواب والخير والهداية تكللت مساعي والدته بالنجاح حيث وافقت الزوجة على العودة لكن هيهات أن يتغير فلا زال يعيش حالة الضياع والزوجة تسأل الله أن يفرج لها ما هي فيه!

(2) أنانية

رغم كبر سنة قياسا بسن أبناء شقيقاته الذين كانوا يصغرونه بسنوات إلا أن الغيرة كانت تصيبه بمقتل فكان ينزعج من كل شيء يراه في أيديهم ويسعى بكل الوسائل لأخذه منهم بالقوة مستغلا وقوف والدته معه.

فالأم تستغل هي الأخرى طيبة بناتها وحرصهن على عدم إغضابها بأن تطلب من بناتها أخذ ما في أيدي الصغار وإعطائه لخالهم غير مبالية بأن هذا حق لهم وهذه ألعابهم لكن الجدة كانت تهدد إذا لم يعطى ما يطلبه الفتى ما يريد فإنها ستقاطعهم.

كبرت حالة الأنانية لديه ,صبح خالهم بعد أن كبر وتزوج ووصل عمرة فوق الستين ولا زال يعيش الأنانية وحب التملك، لكن ما الذي حدث بعد هذه السنين من الغيرة والأنانية وحب الذات فقد هجره الكثيرين حتى والدته قاطعها وحاربها ورغم أنة الوحيد بين مجموعة شقيقات.

حارب شقيقاته وأبتعد عنهن بسبب نتائج هذه الخصلة المؤذية فهو لا يفكر فيهن إلا إذا أحتاج لكنة رغم وضعة المادي الممتاز يستكثر عليهن وعلى أطفالهن أخراج الريال حتى في الأعياد أولئك الصغار أصبحوا رجالا سعداء مع أسرهم وهو يعيش معزولا عن الناس بسبب هذه الحالة المؤذية.

(3) بلونة

تعود على التكبر وحب المظاهر الكذابة التي لا يلجأ لها إلا المرضى بهذه الخصلة السيئة.. فتراه يمشي مزهوا بنفسه كونه يرتدي أفخر الثياب، وليؤكد هذه الحالة المرضية فيه فإنه يستعير باستمرار سيارات زملائه لكي يتظاهر أمام بعض الأصدقاء الذين لا يعرفون حقيقته.

فقد أستعار في أحد الأيام سيارة أحد زملائه وهي من السيارات الفارهة، فأخذ يتجول بها في الحي بطريقة صبيانية مكشوفة ليجيب من يسأله عن أمرها بأن والده قد اشتراها له مع العلم أن والده إنسان بسيط ووضعه المادي محدود ويسعى للموازنة بالمصاريف لكي لا يمد يده للناس طلبا للمال في دَين أو نحوه.

أخذ هذا الفتى المصاب بالإدعاء وحب المظاهر والمملوء بالكذب كالبلونة يتجول في الحي والأحياء القريبة وفجأة توقفت السيارة ومن جهله.. كان لحداثة موديل السيارة لا يعرف أين مؤشر الوقود فيها وعندما أخبره من كانوا معه بأن وقود السيارة قد نفد انكشف أمره فلم يعد في جيبه ريال واحد..

ما كان منه وليتستر على حالته البائسة إلا أن طلب منهم أن يقرضوه لكي يؤمن السيارة بالوقود والمبلغ لابد أن لا يقل عن الخمسين ريالا لعله يكفي لحفظ ماء وجهه أمام صاحب السيارة الحقيقي.

لم يقصر الزملاء حيث أقرضوه، لكن أحدهم رماه بعبارة لا يتوقعها: - «نافخ نفسك علينا وما معك حتى ريال واحد في جيبك» وأضاف آخر بسخرية وتهكم: - «بصراحة هل أنت متأكد أنها سيارتك ولا سارقها ولا مستعيرها لإكمال وجاهتك الزائفة.. ثم أضاف الصديق: مستعد أقسم بالله أنها ما هي سيارتك فكلنا عيال حارة واحدة وجيران ونعرف (البير وغطاه).. هنا سكت الدعي «بلونة».. ولم يستطيع إنكار أن هذه السيارة ليست له إنما استعارها رغبة في التظاهر على من حوله.

- محمد بن عبدالعزيز اليحيا (فتى الدلم)

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة