Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 08/03/2013 Issue 14771 14771 الجمعة 26 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

قصة قصيرة
سر الخاتم
إسحاق الأمين

رجوع

استيقظوا من النوم منزعجين يفركون أعينهم لعلهم يتخلصوا من آثار حلم مزعج ظل يراودهم لأربعة أيام متتاليات. أمنا التي ماتت قبل عشرة أعوام، ما بال طيفها يزورنا لأربعة أيام متواليات. الخاتم الذي كانت تدخره للأيام قادمة ما زال في مكانه حيث وضعته هي بنفسها إذ لم يجرؤ أحد على أخذه وبيعه أو التصرف فيه بالرغم من الحاجة الملحة لبيعه والتصرف في ثمنه لشراء أشياء ضرورية!

هذا الخاتم كانت أمنا تودعه جميع أسرارها، كانت تخاطبه وتناجيه سراً في كل ليلة وكنا نسترق السمع لما تقول: « أيها الخاتم العظيم، ما ادخرتك ترفاً ولا إسرافاً.. بل ورثتك عن أمي التي ورثته هي الأخرى عن أمها! فأنت تمثل لي ولها ولمن بعدنا أعز ما نملك في هذه الدنيا !، وهل في الدنيا أعز وأغلى من الأم؟

لم تطاوعني نفسي على إهدائك لابنتي الوحيدة كأحلى هدية ليلة زفافها، ولم تطب نفسي على بيعك لشراء الدواء لوحيدي الغالي الذي كاد المرض أن يفتك به !؟ ولم يهن عليّ رهنك لدفع رسوم الدراسة لأختي بعد طردها من المدرسة، فسأظل أحتفظ بك إلى أن ألحق بأمي».

ولما اشتدت بنا الحاجة ولم نجد سوى الخاتم، بعناه وتصرفنا بثمنه، لم يعجب هذا التصرف أمنا... فصار طيفها يزورنا لأربع ليال متتاليات ولم ينقطع عنا إلا بعد استرداد الخاتم من الصائغ الذي اشتراه منا، ومن ثم قمنا بوضعه في مكانه حيث كانت تحتفظ به أمنا.

وفي تلك الليلة جاءنا طيفها باسماً مسروراً وخاطبنا وعلامات الرضا باديةً عليه « ما في هذه الدنيا أغلى وأعز من الأم فلا تفرطوا في حقها ولا تتصرفوا في كل ما يحملكم على تذكرها... صحونا من نومنا مسرورين وألسنتنا تلهج بالدعاء والاستغفار لها ولجميع أمهات المسلمين.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة