أخشى أن شركات التأمين تعتقد أن (المسنين السعوديين) هم عدَّاؤون سابقون، نافسوا سعيد عويطه في الثمانينيات على الميداليات الذهبية في الأولمبياد العالمية ؟!.

ولمن لا يعرف (سعيد عويطه) فهو العدَّاء المغربي الشهير الذي حطم الأرقام (العالمية) في مسافات الـ 5000 متر والـ 3000 متر في الثمانينيات وحصد الميداليات الذهبية، وسبب التشبيه بين المسنين السعوديين وهذا النجم العربي السابق هي الشروط المضحكة التي قدمت لقبول (التأمين الطبي) على منسوبي الجمعية الوطنية للمتقاعدين، حيث شمل عرض التأمين المقدم للجمعية شروطاً مفادها أن يتمكن (المتقاعد) من تجاوز اختبار الجري، ليثبت أنه يملك (لياقة صحية)، ولم يسبق له أن خضع لأي عملية جراحية خلال السنوات الخمس الماضية (بحسب الزميلة الوطن)!.

طبعاً سبق أن ذكر مسئولو الجمعية أن (شركات التأمين) تتهرب من التأمين على (المتقاعدين) باعتبارهم (فئة مُخسرة) وغير مرغوب في تأمينها، وهنا مشكلة كبيرة، فالمتقاعدون لا يستحقون مثل هذا الإجحاف والشروط التعجيزية للتهرب من شمولهم في بوليصة (التأمين)!.

وهنا أعتقد أن على وزارة الصحة دوراً في التدخل لتأمين رعاية (طبية خاصة) لهذه الفئة الغالية، سواء من خلال علاقتها (بشركات التأمين)، أو بتخصيص عيادات أولية خاصة بكبار السن والمتقاعدين كنوع من (التكريم) لهم، لأنهم يحتاجون معاملة وخدمة خاصة، وقدرة فائقة وراقية على التعامل معهم بلين وصبر ورفق، ومراعاة بطء حركتهم، ونوعية أمراضهم وحاجتهم للتحدث عادة مع الطبيب عن ما يشعرون به!.

منظمة الصحة العالمية تتحدث أن عام 2025 م سيشهد تضاعف أعداد المسنين في العالم، ليصبح ضعف أعدادهم في العام 1995م في كل المجتمعات، مع دراسات وبيانات تؤكد أن 36% من المسنين حول العالم تعرضوا للإيذاء والإساءة !.

الحل برأيي هو التدخل الرسمي من الجهات الفاعلة لـ إلزام شركات التأمين بقبول التأمين بالبوليصة كاملة لكبار السن والمتقاعدين، وعدم تحديد كلفة الرعاية (بعشرة آلاف ريال في السنة) لمن قبل منهم، وكذلك تخصيص عيادات أولية مجانية خاصة على الأقل (للرعاية السريعة) من قبل وزارة الصحة في مختلف المستشفيات!.

وأخيراً، يجب نشر ثقافة (التأمين الطبي) بيننا، فعلى من يعيش منتصف عمره أن يبادر للتأمين من الآن وقبل حلول عام 2025م، حتى لا يطلب منه أن يكون مثل الجاميكي (يوهان) بطل العالم في الـ 100 متر بدلاً من البطل سعيد، لأننا في عصر السرعة ؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.