Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 11/03/2013 Issue 14774 14774 الأثنين 29 ربيع الثاني 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بما أننا هذه الأيام في ذروة التواصل الحميمي مع المعرفة، وفي خضم تفاصيل معرض الرياض الدولي للكتاب الدولي، يجدر بنا الحديث عن شق معرفي مهم، لا يزال الرهان عليه قائماً، يتمثل في تواجد، أو حضور الكتاب الإلكتروني هذا العام.. على نحو أهميته وحجم تداوله وتأثيره بالمجتمع؟ وما مدى جدية تناوله؟ وهل سعت الجهات المعنية إلى التفاعل معه وبناء منظومة عمل تهيئ له سبل النجاح؟ لكي يكون على رأس أولوية مشهد التلقي والقبول.

حضور الكتاب الإلكتروني في معرض الكتاب هذا العام سجل رقما لافتاً، إذ بلغ -حسب تصريحات القائمين عليه- عدة آلاف من الكتب التي تراوحت بين ما هو ثقافي وعلمي وتوثيقي وسيرة ذاتية وكتب ذكريات ومعارف مختلفة.

ولكي لا ندخل في الحوار الجدلي الذي لا يزال قائما حول الكتاب الورقي والإلكتروني، وما يواجهانه على حد سواء من تحديات، فإنه من المهم أن نؤكد على أهمية المؤلف الإلكتروني وندفع به نحو التوثيق والقراءة والمتابعة بسبل ووسائل تفاعلية مفيدة، في وقت يجدر بنا ألا نُفقد الورقي رونقه وحميميته المعهودة لنجدَّ في تطويره والعمل على نجاحه وبقائه متألقا في الذائقة والوجدان كما عهد عنه منذ قرون.

الأمر المهم والمفيد الذي يكفل للكتاب الإلكتروني نجاحه وتميزه يتمثل في قيام المكتبة الإلكترونية المتكاملة والمصممة لاحتواء المنجز الثقافي والفكري بطرق إلكترونية عملية تؤكد تطور حواضن المعرفة وأوعيتها، والحرص على كل ما هو إبداعي متميز وتقديمه للمتلقي بشكل جديد وطرح فريد.

فالكتاب الإلكتروني سيحقق مردوده الإيجابي حينما أن يتواكب مع الطرح الإعلامي الجديد من خلال وسائل العرض والترويج، وقيم القراءة المتطورة، لأن ما يلحظ حقيقة على طرق عرض الكتاب الإلكتروني في العالم العربي أنها لا تزال شبه عقيمة وغير مؤثرة في القارئ، كما أنها تنتهج أسلوب الترويج التجاري لمشروع محدد، وفئة معينة من المؤلفات، فيما تجدر الأهمية أن يكون الكتاب الإلكتروني ذا قاعدة عريضة تتواكب مع تطلعات المجتمع، ليؤسس مع الوقت حركة معرفية مؤثرة في الذائقة، لا أن يكون مجرد سلعة يشم القارئ في تضاعيفها رائحة السعر، أو فرضية الثمن المادي قبل أن يتأمل محتواه.

ولنستفد أيضا مما حققه الكتاب الورقي وحضوره التاريخي من خلال التواصل الاجتماعي حينما خرجت الكثير من الطبعات الشعبية للكتب العريقة والمعروفة من أجل أن تكون في متناول الجميع، فيما لا يزال الكتاب الإلكتروني غالي الثمن ويعرض بالعملات الصعبة ومن خلال بطاقات الائتمان، وقد يتغير أو يبتعد جراء هذا الأمر هاجس المجتمع البسيط الذي يبحث عن قيم الحياة الجميلة في هذه المنجزات المعرفية والكتب الثقافية التي يتفاعل معها الناس.

نحن إذاً بحاجة إلى نقلة نوعية تسعى بجهود الجميع إلى النجاح في مشروع الكتاب الإلكتروني، لكي لا يكون مجرد حضور هامشي، أو استهلاك مناسباتي، لأن ما وجد من عينات هذه الكتب الإلكترونية تنحو إلى الانتقائية، أي أن تكون مثل هذه المؤلفات في التخصص المالي والتجاري والنفعي، فيما تغيب كتب الفكر والثقافة والمعرفة وحياة المجتمع بدواعي أنها غير مربحة!!

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
المكتبات الاليكترونية
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة