Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 13/03/2013 Issue 14776 14776 الاربعاء 01 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

المسؤولية وأدب الطفل
د. إبراهيم عبد العليم حنفي

رجوع

مما لاشك فيه إننا بحاجة شديدة لكتابات في أدب الطفل تركز على مسؤولية الطفل تجاه المواقف وتفاعله معها. لا أن تصب في قالب واحد متبلور في تدليله وقدرته على الخروج من المواقف دون الثبات عندها ومواجهتها، بعيدا عن المسؤولية وتعرضه لمواقف واقعيه لا خيالية واختبارات تفيده مستقبلا في حياته و تعزز من قدراته، حتى نخلق جيلا أكثر تحملا فى الحياة، فنكون بذلك شخصيات إبداعية ومفكرة ومثابرة في مجال العلم والاختراعات، وشخصيات تتحمل مصاعب الحياة، ويمكننا أن نغرس هذا في تربية الطفل ومن خلال الكتابة التي ترشد الآباء إلى إجراء اختبارات تقيس على سبيل المثال مدى حب الطفل لأخيه، وخوفه عليه بالشروع في موقف مضاد ونرى كيف يتصرف. دون تعرضه للضرب على ذنب لم يقترفه، ولم يتعلم ويتدرب على تلافيه.

فنحن أمام عقل جديد ينبت في بيئة جديدة مليئة بكل المتغيرات الحديثة، فقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (لا تربوا أولادكم مثلما تربيتم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم) فإذا توفرت للطفل كل الوسائل المريحة والترفية دون تعرض لجانب المسؤولية عنها فماذا نكسب منه في الشباب ؟! ناهيك عن اللجوء إلى الكثير من الحيل أو ما يعرف بجس النبض، وبراعته في معرفة جوانب الضعف عند أبيه وأمه للوصول إلى هدفه مرة بالبكاء ومرة بالعناد وأخرى بالتحايل حتى تتحقق رغبته، فهو يقلد ما شاهده وسمعه فيختزن منها ما يشاء ويخرجها في ثوبها الجديد بما يناسب كل موقف، وما علينا إلا أن نقف ثابتين مبهورين بما يقول ويقلد.

إن معظم الكتابات لأدب الطفل لا تعبأ بهذا ولا تهتم بمدركات طفل اليوم وتلبي رغباته فقليلا ما نجد قصصا وحكايات تعليمية تبصر الطفل بدوره وتكون منهجا لولي أمره؟!. بوضع طفله في موقف صعب يناسبه ويناسب عقله فيلاحظ تصرفات ابنه تجاه هذا الموقف وكيف يتصرف ثم يتم تقويمه وإرشاده، والتحدث معه بلغة مسئولة تواكب الموقف دون تعنيف، فقد يلجأ الآباء إلى لغة التدلل في كل المواقف فما كان لطفله إلا أن يتعود ويشب عليها (ومن شب على شيء شاب عليه) فإذا كبر وجد لغة جادة، فيحدث له تغييرا انفعاليا إثر الاصطدام بها.

ومن ثم يجب مراعاة هذا عند الكتابة للطفل بلغة معتدلة، سهلة الجمل والصور والتشبيهات، متلونة في أساليب الحكي.

فطفل اليوم الذي وعى على الإنترنت والبلاك بيري والآيفون آن لنا أن نتعامل معه بما يتوافق مع كل هذه الوسائل الحديثة بما لا يخل بالتربية والقيم الإسلامية التي يجب زراعتها في الصغر فالتعليم فالصغر مثل النقش على الحجر. فلابد لكتاب اليوم أن يملكوا أدوات حديثة غير مغرقة في الخيال، فكم من طفل راح ضحية قصص خيالية مقلدا الطيران فسقط من شرفة منزله فداء لتجربته.

لم يعد يقبل بسهولة حكايات البطة والدجاجة والأسد ودهاء الفأر مع القط بل يقبل حكايات الإنسان الذي يحاكيه، مثل حكايات حمادة وحكايات شهد ويوميات أشرف مثلا فإن أحب قصته قلد بطلها وحاكى تصرفاته.

ومن خلال ذلك نستطيع أن نؤصل القيم والعادات ونغرس المسؤولية عند شاب المستقبل فيخرج لنا جيل متطور واع ومثقف، وقادر على خوض معارك الحياة دون ضعف أو وهن وما أحوجنا لذلك .

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة