Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 14/03/2013 Issue 14777 14777 الخميس 02 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

وقف رجل طاعن بالسن من أبناء المنطقة الشمالية بعدما فرغ من متابعة فعاليات احتفالية عرضتها إحدى القنوات الفضائية المحلية في منطقة الجوف وهو يردد «الذهب الأخضر»، ويقصد بذلك «الزيتون» ومنتجاته.. على غرار «الذهب الأسود» النفط.. وكأن لسان حاله يقول: «لدينا في الشمال نفط» لكن من نوع آخر..

أين نحن من استثمار الذهب الأخضر؟ هذه الميزة النسبية التي تمتاز بها المنطقة الشمالية ربما هذا السؤال جاء في وقت أصبحنا نسمع فيه كثيرا عن «الأمن الغذائي» والذي طالما اصطدم بعراقيل خططنا الزراعية.. لكن بما أن الأراضي متوافرة ومشاريع الزيتون لا تعتمد على موارد مائيَّة ولا تمويل ضخم، ومرحبة ماديًّا وتشكّل عنصرًا مهمًا في تحقيق الأمن الغذائي، فلماذا لا يكون لدنيا فعلا «ذهب أخضر»، طالما أن لدينا إنتاجا جيدا من الزيتون وهي ميزة نسبية تتمتع بها منطقة الجوف عن غيرها من المناطق الأخرى التي هي أيضا لديها «ذهب» من أنواع أخرى تحتاج إلى مستكشف.

بالتصنيع الزراعي يمكن أن يتم استثمار هذا الكنز بالصورة الأمثل ليصبح بالفعل محصولا ذهبيا، فمن خلال النهوض بالتصنيع الزراعي الذي يحتوي على إمكانات هائلة ولا يستخدم منه سوى نسبة محدودة، يتم مضاعفة الارتقاء بالزراعة ورفع القيمة المضافة من المحاصيل وتقليل الفاقد منها، خاصة وإذا ما علمنا أن هذه السلعة مرغوبة ومطلوبة في أسواقنا المحلية والأسواق الخارجية، غير أن الاعتماد على التصنيع الزراعي يسهم بشكل كبير في خلق التخصص الإنتاجي والفرص الوظيفية لأبناء المنطقة.

وبما أننا نعاني من مشكلة ضعف آليات التسويق، فإن الأمر لا يحتاج إلى مزيد من الإصرار والعزيمة والإرادة في دراسة تجارب الآخرين في مختلف دول العالم والاستفادة منها من خلال معرفة الأسعار والجودة والنوع المفضل والكميات المطلوبة في كل بلد وأساليب الترويج ووضع المنافسة وبحث أساليب دخول الأسواق العالمية الجديدة وغير ذلك، وعلينا أن لا نغفل أهمية ربط مزارعي الزيتون في المنطقة بالمصنعين من ناحية، وبمناطق الاستهلاك الكبيرة من ناحية أخرى كمنافذ البيع الكبرى والفنادق والمطاعم ليصبح لدينا مجموعة عمل واحدة تسهم في تقديم منتج وطني حسب رغبة المستهلك النهائي.. وعلى المدى البعيد ربما يكون من الأهمية أيضا ربط هذه الصناعة بخططنا الاقتصادية وأن لا يتوقف طموحنا عند حدود الاكتفاء الذاتي، بل إنه ليس هناك ما يمنع من أن نخطط للتصدير وغزو أسواق المواد الغذائية العالمية كغيرنا من الدول.. إلى متى ونحن نستورد زيت الزيتون من أسبانيا وتركيا ولبنان وغيرها من الدول العربية المجاورة ولدينا عدد هائل من أشجار الزيتون التي تثمر لنا سنويا محصولا فاخرا نحتفل به في بداية الموسم ونهمله بقية العام؟ لقد حان الوقت ليكون فعلا «ذهبا أخضر»؟.

a.anazi@al-jazirah.com.sa
@alionazi تويتر

الذهب الأخضر
علي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة