Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 16/03/2013 Issue 14779 14779 السبت 04 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

منيفي عنيزة الكفيف المبصر..؟
عبدالعزيز الوكيل

رجوع

عنيزة في عرف الجمال لا تجد وصفًا قاطعًا لجمالها.. وعناصر جمالها متجدِّدة.. ولطافة أهلها طافحة وأجواؤها متكيفة مع فصولها.. شتاؤها مرتعٌ للتسالي على روابي سهول الغضا.. وصيفها اللاهب تلطفه أريافها الظليلة بنخيلها الساحرة وزروعها الجاذبة واستراحاتها المنعشة بمسابحها المتنوّعة.. ساعاتها عمل وأيامها برامج وأشهرها فعاليات.. يصنع أهلها من اللا شيء كل شيء، غذاء روحهم العمل والبحث عن كل ما ينعش النَّفْس ويريح البال ويبهج الخاطر.

ولن أعدد المناشط التي تقودها هيئة السياحة بعنيزة؛ لأنّها أصبحت على صفحات الجرائد حاضرة وعلى القنوات الفضائية ظاهرة.. لكنَّني سأذكر ظاهرة في عنيزة كإحدى الشواهد على التفاني لهذه المحافظة الغالية على قلوب ساكنيها.. وهذه الظَّاهِرَة تتمثِّل في رجلٍ مسنٍ اسمه عبد الله محمد المنيفي.. وتعريفه في البسيط المختصر هو معلمٌ سابقٌ تقاعد كفيفًا وأصابه العمى في آخر سنوات عمله في مهنة التَّعليم ومثل ما كان فعّالاً مع طلابه استمرَّ جموح طموحه في العمل التطوعي.. لا يهدأ أبدًا في يومه يساعد المعسرين ويجبر كسر المحزونين ويكفكف دموع الباكين..

هو رجلٌ مبرمجٌ في حياته.. يصرف شهريًّا ما لا يقلّ عن 30 ألف ريال للمحتاجين من المبالغ التي تصله من الموسرين ويوزع الغذاء يوميًّا للجائعين والملابس للمعسرين.. ليس للهو مستقرٌ في يومه.. برنامجه الأسبوعي في بيته الشعبي يتقاسمه مع مديري الإدارات والمشايخ والأعيان وأصحاب الحاجة وعامة الناس.. يدير الحوار مع الحضور بدبلوماسية القيادات العليا.. يحدِّد البداية والنهاية ويلتزم الجميع بها، يمنع تحوّل الحوار لأشياء جانبية ويمنع التَّعامل مع الجوَّال أثناء الحوار.. واستشهد بإحدى المرات بأنني أخبرته بتوفر ملابس نظيفة لديّ وصالحة للاستعمال فأخبرني أن أحضرها في العصر أثناء الوقت المفتوح للجلسات المسائية (وقت العصر)، بالفعل حضرت العصر ولكنَّني تأخَّرت قليلاً، حيث كان حضوري بعد انتهاء جلسة العصر مع بقاء متَّسع من الوقت قبل المغرب، وطرقت بابه ورد عليَّ من خلف الباب، فقلت: لقد أحضرت الملابس. فقال لي دون أن يفتح الباب الداخلي: ضعها في المدخل دون أن يفتح الباب مع أن الحاجة تعتبر له.. إنّها سياسة الالتزام المثالي..

الأستاذ الفاضل والمعلم القدير ورجل المهمات الصعبة وصاحب القلب الرحيم ورجل البرِّ والإحسان الكفيف المبصر الشيخ عبد الله محمد المنيفي رجلٌ لا مثيل له ومن حقَّه على عنيزة حينما تفخر به أن تثمن لتلك الشخصيَّة سمتها غير العادية وتبادر بتكريمه وهو على الوجود حيٌّ يرزق.. وعنيزة دأبت أن تقدّر شخصياتها البارة كما عملت مع الدكتور السلوم والسفير الشبيلي والوزير أباالخيل والشيخ ابن سليمان وغيرهم من الشخصيات التي قدَّمت لعنيزة كل الخير. وأجزم أن الشيخ عبد الله المنيفي لو تكرمه عنيزة كل يوم فإنّها لن توفيه حقَّه من الشكر والعرفان على مساعيه المنوَّعة لعنيزة وأبناء عنيزة وأرض عنيزة.. الرسالة أبعثها للقائمين على برامج التَّكريم في الجمعية الخيريَّة الصالحية وعلى رأسهم معالي الشيخ عبد الله العلي النعيم رئيس الجمعية الخيريَّة الصالحية بأن لا يمضي الوقت وحينها تبحث عن الشيخ عبد الله المنيفي لتكرمه ويكون الأجل قد غيّبه عن الوجود.. إنّها رسالة لا تحتاج إلحاحًا، بل تحتاج فقط لالتفاتة وأعلم مدى حرص الجمعية الخيريَّة الصالحية على إعطاء الشيخ المنيفي حقَّه من الشكر والعرفان.. والله الموفّق والهادي إلى سواء السبيل.

- عنيزة

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة