Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 17/03/2013 Issue 14780 14780 الأحد 05 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يتسم طالب الحماية بأنه إما:

* ضعيف، لا حول له ولا قوة، يعلم علم اليقين أن قدراته لا تمكنه من الإنجاز، فهو كالذي على جرف هار لا يحتمل أي هزة أو لكزة.

* ذو النوايا السيئة، الذي لن يبذل الجهد لإتمام ما كلف به، فهو يعلم أنه لن يبلغ الغاية المنشودة، إما عمداً أو تكاسلاً، أو لرغبة في استحواذ أو استئثار أو تحقيق غاية.

* الحصانة من النقد، فالذي يستبد بآرائه، ويعمل بمعزل عن محيطه، ولا يرغب في سماع الرأي الآخر ولا مشاركته، بل يعد ذلك تدخلاً وتطفلاً، يلجأ إلى مظلة الأسماء الكبيرة، على اعتبار أنه جرت العادة أن لا أحد يجرؤ على تناول الأعمال والجهود التي تبذل تحت مظلة هذه الأسماء بالنقد أو حتى بإبداء الرأي. كل هذا من أجل أن يخلو الجو للمستبد، كي يعيزل ويبيزل على كيفه، متى شاء وكيفما شاء، واللي ولد أبوه يقرب من هذا العمل المحصن.

لكن ليعلم هذا المستبد وأمثاله أنه سيأتي عليه يوم، كما حصل لقبرة طرفة بن العبد، حيث يروى أن طرفة بن العبد خرج مع عمه في سفر وهو صبي، فنزلوا على ماء فذهب طرفة بفخيخ له ليصيد القنابر، ذهب يومه ولم يصد، حمل فخه وذهب إلى عمه، في المساء رحلوا عن المكان، فرأى القنابر يلقطن الحب الذي نثر لهن فقال:

يا لك من قبرة بمعمر

خلا لك الجو فبيضي وأصفري

ونقري ما شئت أن تنقري

قد رحل الصياد عنك فأبشري

ورفع الفخ فماذا تحذري

لا بد من صيدك يوما فاصبري

الحالة الأولى: مفهومة أسبابها، وهي مسوغة عقلاً ومنطقاً.

الحالة الثانية: تعد حالة تحايل وخداع، ونية مبيتة لسوء العمل، (حشف وسوء كيلة).

الحالة الثالثة: كحال العائل المتكبر، (شين وقوة عين) يعرف في قرارة نفسه أنه ليس أهلاً - لا علماً ولا خبرة - لإنجاز مهمات العمل المكلف به، ولكي يغطي استبداده واستغلاله، يلجأ إلى الاحتماء بالاسم الكبير، بأن جعل العمل كله مقروناً بهذا الاسم، منسوبا ًإليه، وبهذا الإجراء يضمن الثناء والمدح والمباركة والإعجاب، وكل ما يخطر على البال من عناوين المجاملة، وبهذا أيضاً يؤمن حركته من النقد واللوم، أو بأن يوصم العمل أو المشروع بالفشل مهما كانت نتائجه، وليس بخاف على المتابع نماذج لتلك المشروعات التي طالما ملأت الآفاق طنيناً، وتصدرت عناوين الصحف ولم ير لها أثراً حتى الآن على الرغم من مضي سنوات قد تصل إلى سبع أو ثماني سنوات عجاف، لهذا لسان حال المتابع يقول: نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، وحتماً لن يرى طحيناً، لأن الأيدي التي تدير هذه المشروعات تماثل أيدي تلك الرفلى التي لا تحسن الطبخ حتى لو كان بين يديها أجود أصناف الطعام وأطيبها.

اللافت للنظر أن هذا الاحتماء ليس محلي السمة والطابع، بل له ما يماثله في دول الخليج العربي، والانطباع نفسه متواتر لديهم بأن القصد من ربط بعض المشروعات بالأسماء الكبيرة هو حمايتها من النقد، والرضا بنتائجها أياً كانت درجة النجاحات التي تحققها، الكل ممتعض من هذا الاحتماء ويعده إقراراً مسبقاً ونية مبيتة لتحصين العاملين من النقد أو اللوم. في مصر علق اسم سوزان مبارك على المكتبات، وبخطوط عريضة، وإشادات دؤوبة، وإعجاب يفوق الوصف، وبعد السقوط بأيام قلائل، نزع الاسم، وبقي أثره على الحائط باهتاً يوحي بأن كل ما قيل كان كذباً وتمثيلاً، مجاملة ومخادعة.

الأسماء الكبيرة ليست بحاجة إلى مثل هذه المسرحيات الهزلية الباهتة، فقد ثبت أن هذا الاحتماء يشوه سمعتها، ويجعلها مرادفة للفشل، إن الاحتماء بالأسماء عنوان غير لائق للفساد المتعمد.

assahm@maktoob.com

أما بعد
الاحتماء بعباءة الأسماء
د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة