Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 26/03/2013 Issue 14789 14789 الثلاثاء 14 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

الحرب العالمية الثانية شهدت ولادة ملامح الجامعة العربية
قمم الجامعة شهدت مواقف تاريخية ضد أحداث المنطقة وأعادت الترابطات الأخوية

رجوع

قمم الجامعة شهدت مواقف تاريخية ضد أحداث المنطقة وأعادت الترابطات الأخوية

إعداد - القسم السياسي - علي سالم العنزي:

بدأت تبرز ملامح هذا التكتل بين الدول العربية خلال الحرب العالمية الثانية وذلك بسبب متغيرات عربية وإقليمية ودولية. وقد تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية في 22/3/1945 من قبل مندوبي الدول العربية وتم تسمية تلك المناسبة بـ»برتوكول الإسكندرية»، واصبح ذلك البرتوكول هو الوثيقة الأساسية التي أسست جامعة الدول العربية بهذا الاسم.

ومنذ انطلاق أول قمة وكانت في مصر وسميت بقمة أنشاص في 28 مايو 1946 وحتى قمة الدوحة 2013 وعلى مدار 67 عاماً، عقدت عشرات القمم العربية، لكن القليل من هذا العدد دخل التاريخ ولن يُنسى، ونال لقب «قمة تاريخية» إما لظروف انعقادها أو لما خرجت به من قرارات وتوصيات. من تلك القمم القمة العربية الأولى في مدينة انشاص المصرية عام 1946 بدعوة من الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، حيث اجتمع ملوك ورؤساء وممثلو سبع دول عربية هي (مصر وشرق الأردن وسورية ولبنان والمملكة واليمن والعراق) باعتبارها الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، للتباحث في قضية فلسطين وفقًا لميثاق الجامعة الذي ينص على وجوب الدفاع عن الدول العربية في حال وقوع اعتداء عليها، وعلى الرغم من أنها القمة العربية الأولى إلا أن بيانها الختامي لم يخرج عن إطار التوصيات الإنشائية.

فلقد قرر المجتمعون مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، وأن تكون قضية فلسطين قلب القضايا القومية، باعتبارها قطراً لا ينفصل عن باقي الأقطار العربية، وضرورة الوقوف أمام الخطر «الصهيوني»، باعتباره خطرًا لا يداهم فلسطين فحسب وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية، والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية وقفاً تاماً، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين، واعتبار أي سياسة عدوانية موجهة ضد فلسطين تأخذ بها حكومتا أمريكا وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاه كل دول الجامعة العربية، والدفاع عن كيان فلسطين في حالة الاعتداء عليه، ومساعدة عرب فلسطين بالمال وبكل الوسائل الممكنة، وضرورة حصول طرابلس الغرب على الاستقلال، والعمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي لتمكنها من مواجهة أي اعتداء.

وفي عام 1965 عقدت القمة العربية الثالثة بمدينة الدار البيضاء، شاركت فيها 12 دولة عربية إضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وفي هذه القمة تم التوقيع من قبل الرؤساء والملوك على نص وثيقة التضامن العربي، كما أقرت القمة الخطة العربية الموحدة للدفاع عن قضية فلسطين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية ومقاومة المحاولات الرامية إلى تصفية قضية اللاجئين، وأكد المجلس مساندة النضال الوطني للجنوب المحتل والتمسك بتحرير هذه المنطقة العربية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة.

ولم يمر عامان إلا وهزيمة قاسية قد لحقت بالجيوش العربية في حرب يونيو من عام 1967، وكان الموعد مع القمة العربية الرابعة في الخرطوم في ذات العام وهي القمة التي عرفت باسم «اللاءات الثلاث» (لا للتفاوض- لا للصلح - لا للاعتراف)، وكان من أبرز نتائج قمة الخرطوم تقديم كل من المملكة والكويت وليبيا دعماً مالياً سنوياً للدول المتضررة من العدوان الإسرائيلي، حيث خصص مبلغ 147 مليون جنيه إسترليني لكل من مصر والأردن، وقد جرت في هذا المؤتمر أشهر مصالحة عربية بين الملك فيصل ملك المملكة والرئيس المصري جمال عبد الناصر حينذاك.

في عام 1970 عقد مؤتمر القمة العربية في القاهرة، وقد دعا إليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد أحداث «أيلول الأسود» التي شهدها الأردن وكان من أهم التوصيات الإنهاء الفوري لجميع العمليات العسكرية من جانب القوات المسلحة الأردنية والمقاومة الفلسطينية، والسحب السريع لكلا القوتين من عمّان، وإرجاعها إلى قواعدها الطبيعية والمناسبة، وإطلاق المعتقلين من كلا الجانبين، وتكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق هذا الاتفاق، وقد انتهت مشاورات المؤتمر إلى مصالحة كل من ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية والملك حسين عاهل الأردن في ذلك الحين.

وتحمل هذه القمة جانباً تاريخيا آخر خلاف ظروف انعقادها والقرارات الصادرة عنها، حيث توفي الرئيس جمال عبد الناصر بعد انتهاء أعمالها وقد داهمته آلام المرض وهو يودع آخر ضيوف القمة في المطار.

في عام 1978 استضافت العاصمة العراقية بغداد اجتماع القمة العربية اثر توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل، وقد شارك فيها 10 دول عربية إضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية واتخذت فيها عدة قرارات تاريخية، حيث قررت الدول المشاركة نقل مقر الجامعة العربية من مصر وتعليق عضويتها، ودعوة القاهرة إلى الرجوع عن معاهدة كامب ديفيد، وتطبيق قوانين المقاطعة على الشركات المصرية المتعاملة مع إسرائيل وإلغاء قرارات الجامعة العربية بمقاطعة اليمن.

وعلى مدى أربعة أيام في الفترة من 22 - 26 مايو 1989 عقدت قمة الدار البيضاء الطارئة وسط تطورات إقليمية وعربية ودولية بارزة، وفى القمة تم استكمال عودة مصر إلى العالم العربي ومؤسسته الأم الجامعة العربية، وبذلك انتهت عمليا قرارات قمة بغداد 1978 التي قررت تجميد عضوية مصر في الجامعة، ونقل المقر من القاهرة إلى تونس كرد فعل على السلوك المصري تجاه إسرائيل واستمرار عملية التفاوض معها آنذاك، وقمة الدار البيضاء هي القمة العربية السادسة عشرة وهي القمة العربية الطارئة الرابعة منذ توقف انعقاد القمم الدورية التي كانت آخرها قمة فاس الثانية سبتمبر 1982م.

في 15 أغسطس 1990 عقد مؤتمر القمة العربية بالقاهرة على اثر الغزو العراقي للأراضي الكويتية، وقد انتهى المؤتمر إلى إدانة هذا الغزو، وقرر عدم الاعتراف بقرار العراق ضم الكويت إليه ولا بأي نتائج أخرى مترتبة على غزو القوات العراقية للأراضي الكويتية، ومطالبة العراق بسحب قواته منها فوراً وإعادتها إلى مواقعها السابقة قبل 1 أغسطس 1990، والاستجابة لطلب المملكة ودول الخليج العربية بنقل قوات إلى الخليج.

عقدت الدول العربية بالقاهرة مؤتمر القمة العربية غير العادية في الفترة ما بين 21 و23 يونيو 1996، وتمت الموافقة في هذا المؤتمر على إنشاء محكمة العدل العربية، وميثاق الشرف للأمن والتعاون العربي، وإنشاء آلية جامعة الدول العربية للوقاية من النزاعات وإدارتها وتسويتها بين الدول العربية، وتكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية باتخاذ ما يلزم نحو الإسراع في إقامة المنطقة التجارية وفقاً لبرنامج عمل وجدول زمني يتم الاتفاق عليهما.

وإثر اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، عقد مؤتمر القمة العربية بالقاهرة يوم 22 أكتوبر، ودعت القمة إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية، وتقرر فيها إنشاء صندوق لدعم القدس برأس مال 200 مليون دولار، وصندوق انتفاضة الأقصى بمبلغ 800 مليون دولار، وأقرت دورية انعقاد القمة لأول مرة في شهر مارس من كل عام، والسماح باستيراد السلع الفلسطينية بدون قيود كمية أو نوعية.

وقد بدأت القمم العربية الدورية بقمة عمان بالأردن القمة السادسة والعشرين 2001، بعد أن كانت القمم ما بين قمم عادية يتفق فيها رؤساء العرب على اللقاء والتشاور حول مشكلات الأمة العربية وحلها وما بين قمم طارئة تفرضها الظروف الحرجة والمفاجئة فيكون الاجتماع هاماً وملحاً وضرورياً، وعقدت هذه القمة التي تعتبر أول القمم الدورية في شهر مارس من عام 2001 في ظل متغيرات دولية منها تولي الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مقاليد الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية وكذلك تولي ارئيل شارون رئاسة وزراء إسرائيل وحدة نبرة التشدد والتهديدات الإسرائيلية، وقد غلب على هذه القمة موضوعان هو تردي الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعقوبات الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق.

أما القمة العربية التي عقدت في بيروت في 27 و28 مارس 2002 فقد عقدت تحت شعار «قمة الحق العربي» وقد حققت نتائج مهمة جعلتها تستحق وصفها بالقمة التاريخية، وقد تمثلت هذه النتائج في محاور أساسية ثلاثة، حيث حققت إجماعاً حول مبادرة السلام السعودية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد وتبنتها القمة وصدرت في «إعلان بيروت» تحت عنوان مبادرة السلام العربية، التي أوجدت كخطةِ سلامٍ لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي.

عَرَضت المبادرةُ التطبيعَ الكامل للعلاقات مع إسرائيل.

وطالبت المبادرة إسرائيل في المقابل بالانسحاب من جميع الأراضي المحتلة، بما في ذلك مرتفعات الجولان، وأن تعترف إسرائيل بدولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالقدس الشرقيةِ عاصمةً لها، فضلا عن القيام «بحلٍ عادلٍ» لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

تم إقرار مبادرة السلام العربية مرةً أخرى في عام 2007 في قمة الرياض. وقامت الجامعةُ بإرسال بعثةٍ تألفت من وزيري خارجية مصر والأردن إلى إسرائيل للترويج للمبادرة، وذلك في شهر يوليو من عام 2007، قوبلت تلك المهمةُ بترحابٍ متحفظٍ من قبل إسرائيل. كما شهدت قمة 2002 قمة المصالحات والتضامن، إذ تحققت خلالها مصالحة مزدوجة بين العراق وكل من الكويت والسعودية، ومن شأن هذه المصالحة إنهاء أزمة استمرت نحو 12 عاماً.

وفى عام 2003 بدأت القمة العربية أعمالها بمدينة شرم الشيخ، وهي القمة التي استمرت ليوم واحد ويمكن اعتبار هذه القمة متفردة في كونها قمة دورية وعادية وطارئة، بمعنى أنها منذ بداية عقد القمم العربية الدورية في مارس 2001 (قمة عمان) وفي مارس 2002 (قمة بيروت) كان بموجب ذلك أن يتم عقد هذه القمة الدورية العادية في مارس 2003 في البحرين، لكن نظرا للظروف في منطقة الخليج فقد دعا الرئيس المصري السابق حسني مبارك لعقد تلك القمة في مدينة شرم الشيخ بشكل طارئ في أول مارس بدلا من النصف الثاني من الشهر.

وتعتبر هذه القمة ثالث قمة دورية تعقد من أجل خطورة وسخونة الموقف العربي العام والموقف العراقي الخاص فقد حرص معظم الرؤساء العرب على الحضور وقد جاءت قرارات القمة متوافقة مع كلمات القادة، وجاء في البيان الختامي تأكيد الرفض المطلق لضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية وعدم مشاركة أي دولة عربية في العمل العسكري ضد العراق. وفي عام 2009 استضافت الدوحة اجتماع القمة العربية، وأكد إعلان قمة الدوحة رفض الدول الأعضاء قرار المحكمة الجنائية التي أصدرت مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير، وفي موضوع السلام العربي الإسرائيلي، أكد القادة العرب في بيان الدوحة «على ضرورة تحديد إطار زمني محدد لقيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام»، وشهدت القمة مصالحة بين خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي اللذين سادت بينهما خصومة منذ عدة سنوات بعد انكشاف محاولة اغتياله - حفظه الله ورعاه - خصوصا منذ قمة شرم الشيخ عام 2003م.

ثم عقدت بعد ذلك قمة عربية عادية في مدينة سرت الليبية عام 2010 ثم تأجلت قمة عام 2011 بسبب الأوضاع في المنطقة ولم تعقد، وفي عام 2012 عقدت القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة