Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 26/03/2013 Issue 14789 14789 الثلاثاء 14 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

بين لا ونعم في حواراتنا مع أبنائنا يتحدد الخيار وإجابة السؤال: هل ما نراه ماء أم سراباً عقيماً؟

هناك آباء وأمهات يرون في «لا» قفل السلامة.

ولكني أشك أن «لا» ليست دائماً الجواب الصحيح الذي يفتح أبواب المستقبل بما يعادل ملامسة قوس قزح في حكايات الأطفال.. واسألوا كل متهمة بأن «لا» سرقت منها فرحة العمر.

- كان الصغار مغرمين بعبارة «افتح يا سمسم».. فوراء أبواب المغارة الصخرية هناك الكنز الموعود.. ولكن المغارة موبوءة باللصوص وممكن أن تغلق فتصبح فخا مميتا.

- وأنا أتأمل بريق أعين بناتي فخرا, تداعت ذاكرة انحسار قوس قزح من عيون صغيراتي كلما قلت «لا»، حازمة - في مواجهة الطلبات المراهقية النكهة - تشبه لاءات أمي.

وبين التماع العيون وذاكرة الربيع وإرهاصات الصيف تتداعى أمامي صفحات ألبوم افتراضي تربط ذاكرة انفعالات صباي بتحفزهن لاكتشاف المغارة المجهولة. أو ملامسة قوس قزح.

- تحتويني ذاكرة قصيدة كقوس قزح أو كماء السراب يترقرق فيها حنين فطري مشترك لكل النساء. أهديها لكل أم لها بنات لا تعي بعد ماذا تعنيه «لا» بعد مرور الربيع:

صورة صورة أتأملني..

في جنون الضفائر همس الربيع.. ألملمني

أمنع الحزن في خدره يتنفس شوقا لزرقته

بماء السراب ككل ربيع: أهاذي أنا؟

كم هو الكون وهم بحلم الملاح الصبايا..!

***

هنا كنت أعقد بين الضفائر أرجوحة للرياح

وأصغي لواعزها في إسار الحرير، وأسقط هاجس أمي:

انتهى موسم الركض لا تخرجي فالرياح

تخاتل كل الخطى وتثير الهوى في العيون

ولا تغمسي الهدب في الكحل عند البوارح.. لا

تستبي الورد في الخصلات.. ولا

تنثري العطر بين الضفائر

فقد يفضح الغيم سر انعتاق الجوانح

وهم الخزامى ربيع يمر سريعا مثيرا

وتحبل فيه الرياح اشتعالا خطيرا

فلا تنتشي بالذي قد يواعده

في التباسِ انعكاساتِ همسِ المرايا..!

***

ومر الربيع.. ونيسان..

أصممت أذني.. وكمّمت عيني لكي لا يصول الخزامى

يثير الضفائر تطلب إعتاق أشواقها للرياح.

وأذعنتُ..

حين أنامل أمي تآخت عليها مع الزمن المستباح

وما بحتُ..

ما قلتُ: أمي.. تهاور فيَّ جموح الفراشات

أشعره يستبيني.

أجنحتي - حين ألمح ألوانها مبللة في انفراط السراب -

ساحرٌ نقشها والضفائر مثقلة بالحنين

اتركيني أبادل زهر الخزامى تباريحه.. أطلقيني.

التماعُ الربيع يغالبني موعدا لست واثقة سيعود

إذا ما رفضتُ.. فلا تحبسيني

***

ومرَّ الربيع.. وهاجسنا الصيف!

ما سمحَت..!

وما مسَّ وعدَ الضفائر منه اندياحٌ

لعطر.. ولا انبجس الشِعر إلا بكاء.

بماء السراب استفاض.. نداء الضفائر

غاض.. توحش.. عاف الفضاء.. استحال

بقايا وأصداء راعفة بحنيني

مباغتة.. كاحتشاد شفلح القفار،

و مشدودة - لا تزال - لهمس الهوى في الحنايا.

- لكل صبية يلتمع بريق الربيع في عينيها وتختبئ النجوم تحت أهدابها أقول: كل ربيع وأنت متشبثة بالحياة ونقوش الأجنحة.

ولكل أم تشرع لاءاتها خوفا على براءة الطفولة أقول: ترفقي بالضفائر.. ودعيهن يذقن حفيف الربيع في أجنحة أحلامهن.

فالربيع لا يدوم..

أقول ولكل النساء أمهات وبنات كل عام ونحن والربيع متآخيات.

حوار حضاري
قوس قزح.. أو ماء السراب؟
د.ثريا العريض

د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة