قال حكيم لتلميذه الشاب في بداية طريقك ستجد بابا كتب عليه جملة اقرأها وعد إلي ويوم رأى الطالب الباب عاد إلى معلمه قائلا: الجملة هي «هذا غير ممكن» وقال حكيم: أين كتبت الجملة فوق الحائط أم فوق الباب؟ رد التلميذ فورا: فوق الباب، حسنا ضع يدك فوق القبضة وافتحه...
أطاع التلميذ وشعر بالسعادة وهو يرى الجملة تختفي عندما دار الباب..
شكر الحكيم ومضى قدما إلى الأمام، إذا رسمت بعقلك إنك قادر على النجاح واجتياز المخاطر فأنت تستطيع ولايوجد شيء مستحيل أو لايمكن، أنت حفز نفسك وارفع معنوياتك ومع الجهود البسيطة ستجتاز المصاعب وتفتح الأبواب المغلقة والاتسام بالشخصية الإبداعية أمر لابد منه وهي الثقة بالنفس، المثابرة، التفكر، تحمل المسؤولية، المبادرة، التجريب...
وربما هي فيك لكن لم تستخدم بالشكل المطلوب وحتى تستمر بالنجاح ؛ تجنب العراقيل الأكثر انتشارا والتي تعوق الإنسان عن ملكته الإبداعية، نجد الصعوبة التي يواجهها الفرد في أن يخرج نطاق العادة والمعتاد في التفكير وفي العمل وفي تنظيم حياته وهذا هو مايسمى في السيكولوجيا «مقاومة التغيير» أي ميل كل فرد إلى تجنب كل مايمكن أن يخالف آراءه وكل ماتقوم عليه هويته الشخصية لذا فإن أي تقلب لمرجعياته الشخصية يثير فيه شعورا بالانفصال عن الذات والابتعاد عنها مايولد لديه القلق ويحرك لديه آليات دفاع تهدف إلى استعادة آناه المهددة وهكذا فإن أي فعل إبداعي وأي محاولة للابتكار مهما كانت بسيطة تحمل في طياتها شيئا من الثورة ذلك أنها تأتي لتكسر الحدود المعروفة وتثور على المعتاد يحتاج كل فعل إبداعي إلى الفرد لكي ينميه ويطوره وحينها فقط يتحول الفرد إلى مبدع والإبداع يتطلب في أغلب الأحيان التقوية والدعم، والإبداع للجميع يقول المفكر بول إلوار «هناك بالتإكيد عالم آخر داخل عالمنا هذا» الذي يقصده إلوار ليس حكرا على صفوة من المحظوظين فكل واحد منا له عالمه والقدرة الذاتية على الإبداع هي التي تعطي طعما مختلفا لحياتنا اليومية وهكذا فإن الأمر متروك بيدك فإما أن تهمل قدرتك على الإبداع وتتركها مدفونة بداخلك وإما أن تهيئ لها مساحة ومكانا من حياتك اليومية وتسقيها فتنمو وتزدهر وجميعنا مبدعون ومحظوظون.
