Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 27/03/2013 Issue 14790 14790 الاربعاء 15 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لو كان لتجارب الآخرين هيمنة على الاختيار.. من جيل إلى جيل.. لتفاضلت الأجيال تصاعدياً للوصل إلى الكمال.. مستنيرة بنهج من كان قبلها.. ومقتفية آثارهم وخطواتهم بعيداً عن دروب التيه والحروب والجدل التي عاشها أجدادهم وغيرهم من أمم سابقة.. فالتجارب والأحداث تُعيد نفسها لأن ساحة التجربة لم تتغير.. والإنسان محورها ولم يُستبدل بمخلوق آخر.

وتلك المنطقية.. وصلها غوستاف لوبون في قوله عن الجماهير:»إن التجارب التي عاشها جيل ما، غير ذات جدوى بالنسبة للجيل اللاحق، ولهذا السبب فإن الأحداث التاريخية التي تُضرب عادة كمثل على العضة والبرهنة لا تفيد شيئاً، ففائدتها الوحيدة تكمن فقط في البرهنة على مدى ضرورة تكرار التجارب من عصر إلى عصر من أجل أن تمارس بعض التأثير وتنجح في زعزعة خطأ راسخ بقوة».

لكن ماذا عن الفرد الواحد.. هل تشمله عقلية الجماهير؟

بالطبع نعم.. لأن الإنسان يفضل البرهان الذي يصل إليه بنفسه ويأخذه على محمل اليقين.. والشك غالباً يحوم حول أهلية الآخر في الوصول إلى الحق والصحيح.. فلدى النفس البشرية قيمة ذاتية تتعرض لشيء من الإهانة إن أخذت من الغير تجاربه على أنها جوهر الحقيقة.. كالتعامل مع المنقول.. ليس الجميع مستعدٌ لتخدير عقله وقبوله دون سؤال وتمحيص.. ولا ننسى أن ما يناسب فلاناً من الناس.. قد يكون مزعجاً أو سخيفاً لغيره.

هنا يقع المربي والمصلح والخطيب وكل من يزعم أن له رسالة.. في معضلة إيصال فكرته التي يظنها الأفضل والأصلح!

إلا أن الحل ليس صعباً كما يبدو من شكوى المربين وكثرة الناصحين.. فبرغم نزاهة دوافعهم يبقى أمر مهم مغيب تماماً عن أغلب الخطابات بشتى أنواعها وأهدافها.. وما أكثر الجهود المبذولة ويقابلها نتائج لا تساويها في أحسن تقدير.. إنما أقل منها بكثير.

لأنهم أغفلوا جانب الاختيار وحريته.. فالنصيحة التي لا تأخذ في اعتبارها حرية القرار بشكل واضح وجلي.. مجرد فرض وصاية وإن غُلفت بأجمل العبارات والقصص.. وتبقى إشارة على استحياء لفشل الآخر وقصور تفكيره.. والارتياب في نوازعه.. فهي أقرب للرفض ولو سراً.

فإن أردت حقاً أن يصل صوتك لمن يهمك أمره وتخاف عليه.. أره ما تراه.. من خير وخطر.. واترك له حرية اختيار مصيره.. لأنه حر فعلاً.. وسيفعل ما يراه صواباً بعلمك أو من خلف ظهرك.. لأن حريته تمنحه مسؤلية الاختيار.. وعندما يستشعر الإنسان الطريق وهو حر القدمين.. سيكون حذراً وليس خائفاً.. يبحث عن الخير بإرادته وليس مجبراً عليه.. فما قيمة العقليات المطيعة ظاهراً وتسير تحت ضغط الإجبار.. وماذا سَتنتج بشرية مبرمجة على افعل.. ولا تفعل؟

وأي ضغط لا ينتظره انفجار أو تمرد.. في يوم لا موعد له؟

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
تسالي «الحكواتي»!
أمل بنت فهد

أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة