Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 30/03/2013 Issue 14793 14793 السبت 18 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مفردة مختومة بعلامات تعجب تعبر عن ردة فعل كل مواطن سعودي محب لوطنه، وهي ردة فعل بما يشبه الدهشة والاستغراب أو الصدمة لفعل قذر وحقير لمواطنين غير شرفاء باعوا الوطن الذي أفاض عليهم من خيرات الله لعدو متربص. الصدمة ليست بوجود أعداء لوطنهم يعيشون بيننا، ولا بوجود فئات قد تتآمر مع الشياطين لتحقيق مصالحها وتنفيذ أوامر أسيادها، وإنما الصدمة بالقبض على مواطنين عملاء وجواسيس لدولة أجنبية حاقدة، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية فلم يعهد عن أي مواطن سعودي إلا أنه وفي مخلص لوطنه وولاة أمره يفدي هذا البلد المقدس بكل مايملك، ولم تجرؤ دولة أجنبية يوما على محاولة توظيف ولو مواطن سعودي واحد في أجهزتها التجسسية، والمواطن السعودي كما هو معلوم غني بقيمه النبيلة وعزة نفسه ورفضه لأي مساومة من أي قوى أجنبية غادرة جبانة.

جاء بيان وزارة الداخلية في 7-5-1434 صادما كون القبض على خلية تجسس مكونة من16 مواطنا وإيراني ولبناني هي الأولى من نوعها وبما يعبر عن تواجد طابور خامس بيننا قد يكون كثير العدد ويحتاج لجهود مضاعفة من الأجهزة الاستخباراتيه السعودية للكشف عن مزيد من خباياه ولحماية الوطن من شروره، لكن البيان كان مفرحا أيضا لأنه أثبت كفاءة جهاز الاستخبارات السعودي ويقظة رجال الأمن، وأن قدراتنا الداخلية البشرية والمادية من الكفاءة والمهارة ما يمكنها من الإطاحة بأي خلايا وتفكيكها مهما بلغت تحركاتها من السرعة والسرية.

تجسس مرة وحده !!، هذا هو تعبير رجل الشارع العادي لأنه يستبعد أن يبيع أي مواطن منتم لهذا البلد وطنه لعدو حاقد ظل يثير الفتن في منطقة الخليج الآمنة، لكن بيان وزارة الداخلية الإلحاقي في 14-5-1434 جاء ليفيق الجميع من الصدمة ويضع المجتمع السعودي والأسرة الدولية أمام الواقع فقد كشفت التحقيقات الأولية والأدلة المادية التي تم جمعها والإفادات التي أدلى بها المتهمون في هذه القضية عن ارتباطات مباشرة لعناصر هذه الخلية بأجهزة الاستخبارات الايرانية، وأن هذه العناصر قد دأبت على استلام مبالغ مالية وعلى فترات مقابل معلومات ووثائق عن مواقع مهمة في عملية تجسس لصالح تلك الأجهزة، ولاتزال التحقيقات مستمرة مع عناصر هذه الخلية، وسوف يتم استكمال الإجراءات النظامية بحقهم.

واضح من كشف الخلية أن إيران مستمرة وماضية في سياستها الخرقاء بالجاسوسية خروجا من مشاكلها الداخلية، وبالذات مشاكلها مع السنة في الأهواز وصرفا للأنظار عن فشل سياستها في دعم نظام بشار، ومحاولاتها لا تتوقف منذ أكثر من ثلاثين عاما في تنشيط البؤر النائمة وإثارة القضايا المعلقة وإثارة الطائفية تحقيقا لمصالحها واعتمادها على التجسس الذي بات عقيدة راسخة لديها لذلك تبادر بتحريك عملائها وإغرائهم بالمال مقابل حصولها على وثائق تساعدها في الوصول إلى ما تريد. بيان وزارة الداخلية الأول لم يذكر أسم إيران لكن ومن باب كاد المريب أن يقول خذوني بادرت إيران بنفي كاذب لعلاقتها بالخلية، وقبل أن يعترف بعلاقتها الأكيدة المتهمون.

التجسس خيانة عظمى يرفضه كل مواطن شريف مخلص لدينه ووطنه، وإذا كانت عقوبة الجاسوس معروفة فما عقوبة من يتهمون بيان الداخلية بالطائفية، ويصفون الجواسيس الأشرار بالمواطنين الخيرين، ويباركون عملهم الوضيع؟

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
تجسس !!
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة