Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 30/03/2013 Issue 14793 14793 السبت 18 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

يقول المؤرخ الأمريكي الشهير برنارد لويس، الأستاذ السابق لدراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون وجامعة لندن، في حديث مع رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط الدكتور عادل الطريفي، مشخصاً مستقبل المنطقة، أن «الشرق الأوسط يواجه مشكلتين حرجتين.. صراع أفكار وهويات.. و(كذلك) البترول عندما يكف العالم عن اعتباره مصدر الطاقة الأساسي في الاقتصاد العالمي.

إن حجم صادرات العالم العربي كله أقل مما تصدره فنلندا، وهي بلد أوروبي صغير! سيُستهلَك البترول أو تحل محله مصادر جديدة للطاقة، عندها سيكون لدى (العرب) لا شيء تقريباً».

ما أشار إليه برنارد لويس ليس جديداً، فكلنا يعرف ذلك، ولكن عندما يأتي شرح الحالة بهذا التوصيف الحازم من مؤرخ ومفكر كبير مثل برنارد لويس ـ أياً كانت وجهة نظرنا في أفكاره الأخرى عموماً ـ فإن وقعها يكون مرعباً كما لو أننا نسمعها لأول مرة، مع أننا لا نكف عن الحديث عن هذا السيناريو الذي ندعو الله أن لا يتحقق؟!

حقاً، ماذا لو «انتهى» النفط!؟ ماذا لو انتهى، سواء بالنضوب أو باكتشاف بدائل أخرى!؟

إقتصادياً، سوف نعود إلى ما كان عليه الآباء والأجداد تقريباً، فعندما ينهار الاقتصاد سوف ينهار كل شيء!

سوف يقول البعض إن النفط لن ينضب لفترات طويلة قادمة، ولن يكون له بديل مناسب وكافي وكفؤ في المستقبل المنظور. حسناً، ولكن ماذا لو ثبت بعد سنوات أن هذا التوقع لم يكن في محله!؟ ماذا لو واصلت التقنية تطورها العجيب المتسارع وأوجدت هذا البديل المناسب والكافي والكفؤ!؟ ماذا لو استغنت الولايات المتحدة بزيتها وغازها الصخري عن نفط الشرق الأوسط وعن النفط المستورد عموماً؟ ماذا لو استطاعت الصين والهند التوسع في استخدام الطاقة النووية والمتجددة؟ ماذا لو كل العالم بدأ في تلمس آفاق مستقبل يكون فيه مصدر الطاقة الرئيسي شيئاً آخر غير البترول مستعيناً بالقدرة الخارقة للعلم الذي نقل الناس من عصر الدابة إلى عصر الفحم الحجري إلى عصر النفط وإلى ما بعده!؟

الصحيح أننا لكي نتفادى هذا المصير الأسود لابد أن نعمل على استثمار ما لدينا من الثروة المالية المؤقتة الزائلة. لابد أن نفكر بمصير الأجيال القادمة، وأن نبني اقتصاداً متنوعاً منتجاً وليس ريعياً يستطيع الصمود لمواجهة أزمنة ما بعد النفط.

يجب أن لا نعيش ليومنا فقط وكأننا سنرحل من هذا الوطن غداً.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
نحن والثروة المالية الزائلة
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة