Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 30/03/2013 Issue 14793 14793 السبت 18 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

تطوُّر التعليم بشكل عام يسقط نظرية «الطفرة غير المتوقعة»
د. طلال بن سليمان الحربي

رجوع

ما تشهد المملكة في السنوات الخمس الأخيرة من تطوّر هائل في مجال التعليم بشكل عام وبكافة مراحله, أمر لا يمكن وصفه بأقل من التطوّر المتدرّج صعوداً, هذا التدرّج الصاعد لا يمكن بأي حال من الأحوال وصفه بالطفرة التعليمية في المملكة, بمعنى الطفرة الوثوب المفاجئ, كثيراً ما قرأت وسمعت هذا الوصف, من يتابع خطط العمل الموضوعة منذ خمس سنوات والإنجازات التي تتحقق في كل عام يكتشف بكل بساطة ووضوح انه يمكن التنبؤ والتوقع بحدوث التدرّج الإيجابي الصاعد والتطوّر المزدهر في هذا المجال الهام الحيوي الضروري لنظام الدولة السعودية, من الضروري أن نبحث بجهد عن خارطة الكلمات التي توصف أي مرحلة علمية أو عملية يتم العمل ومباشرة تحقيقها وإنضاجها.

من الطبيعي جداً حين تلمس الدعم الحكومي الكبير الهائل الذي توليه حكومة المملكة لقطاع التعليم العام، تنفيذاً وتحقيقاً لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وحماه -, بمتابعة حثيثة ومباشرة من سيدي وليّ العهد الأمين أطال الله في عمره وحفظه, إن هذا الاهتمام من القيادة السعودية بأعلى رأس الهرم القيادي، دليل على أهمية الموضوع وضرورته لتطوّر الدولة ككل وازدهارها, ان هذا الاهتمام المستمر والمتابع من قِبل رأس الهرم يرسم معالم الخارطة والاتجاهات التي ستأخذها الطرق المرسومة والمخطط لها مسبقاً, هذا كله يعطيك الانطباع المسبق والتوقع السليم لما سيكون عليه واقع الحال في المجال التعليمي في المملكة, ليس طفرة فجائية أو نتاجاً لظروف خارجية أو حتى داخلية خارجة عن الإرادة المجتمعية السياسية للدولة.

أهمية التعامل مع ملف التعليم في المملكة على انه نتائج برامج مخطط لها مسبقاً يعطي القوة، ويثبت الحضور بمتابعة النتائج وتكيفيها إلى حقيقة الحاجة، والطلب على مستويات مخرجات التعليم, أما التعامل على انه طفرة أو طارئ، فهذا يخفف من الضغط على الجهات الحكومية أو الأهلية المسؤولة عن هذا الملف, ولعل ما تقوم به وزارتا التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي من مؤتمرات وورش وندوات عالمية على مدار السنة كاملة، لدليل واضح على المخطط المعد مسبقاً, فهذا هو ملتقى التعليم العام في دورته الثالثة على التوالي يؤكد صحة المؤشر الذي استخدمته في عملية القياس أعلاه, ملتقى بدأ بتجربة نجحت فأسس له ليكون مؤتمراً عالمياً سنوياً متكرراً, وغيره الكثير من المؤتمرات والملتقيات التي تستقطب أهم الخبرات وأكثرها جودة من كافة أقطار العالم والجهات والمنظمات التعليمية العالمية.

في نظرة سريعة على موازنات الجامعات السعودية لهذا العام 2013 ميلادي, ومقارنتها بالأعوام السابقة، يكتشف حجم الاهتمام الكبير الذي توليه الحكمة السعودية لها, إنّ ملف التعليم في المملكة وإن كان يقسم بين وزارتين لكنه حقيقة ملف متصل لا يمكن فصله, التعليم المدرسي والجامعي, بدون تأسيس صحيح للطالب السعودي لن يتمكن من الولوج بقوة واستعداد عالي المستوى للمرحلة الجامعية, وبدون مستوى تعليم عالٍ متميز وموائم لحاجات السوق والمجتمع المعرفي السعودي، فإنّ رحلة الطالب السعودي هي رحلة تختم بالفشل ولا بد, العمل على التوازي وبنفس النظرة من الأهمية لكل مراحل التعليم، هو المنهاج الأمثل والأنسب لتحقيق مستوى تعليمي عام عال ومحقق للآمال والطموحات.

تمتلك المملكة نماذج متميزة بأدائها وبنوعيتها في الجامعات, كجامعة الأميرة نورة للبنات المتخصصة في تعليم البنات, وأيضا من الجامعات المماثلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, المتخصصة في العلوم الإسلامية, ومما هو جدير وحري بذكره عند الحديث عن جامعة الإمام، فإنه لا بد من الإشارة إلى تميز هذه الجامعة في أسلوب طرحها لملفها التعليمي, والجهود المتميزة التي تبذلها إدارة الجامعة برعاية معالي مدير الجامعة معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل, هذه الجهود التي رسمت صورة متميزة ورائعة لهذه الجامعة المتخصصة في التعليم الإسلامي, حيث إن هذه الجامعة تنخرط في العمل المجتمعي بل وأيضا الإنساني العالمي, بعض الأنشطة التي تقوم بها وتشرف عليها لها تماس مباشر بحياة الإنسان أينما كان, وتثري الخبرات وتزيد من المتحقق من الأهداف, لعل إنشاء مركز خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة الإمام، لدليل واضح على بعد نظر الإدارة واستشرافها للمستقبل وسعيها لجعل التعليم مسخراً متوفراً لكل من هو راغب به, بل أيضا إلى غرس الرغبة في التعليم في كافة طبقات المجتمع السعودي وأطيافه, هذه الجهود التي يقوم بها معالي أ. د أبا الخيل جهود يستحق عليها الشكر والتركيز ليكون أنموذجاً يحتذى وقصص نجاح تحتاج إلى من يرويها ويؤرّخها لأجيال المستقبل القادمة.

بطبيعة الحال فكل عمل مهما سخر له من إمكانيات وقدرات مرافقة للرغبة والقدرة مغلفة بالحاجة الماسة، فلا بد أن يرافق هذا العمل الانحرافات وتتولّد الأخطاء, هذا التولد الطبيعي المتحقق من رحم العمل والسعي, بسهولة إن لم يوجد عمل لا يوجد أخطاء كما هي بسهولة علينا تقبل فكرة حدوث الأخطاء حين يحدث العمل وتظهر الإنجازات, الدور الأكبر على الإعلام وعلى المعنيين بشأن القطاع التعليمي أن ينتبهوا إلى ضرورة التعاون وأهمية التشارك في إنجاح المخطط العام للملف والمسار التعليمي في المملكة, قد تكون بعض الأخطاء من النوع غير القابل للقياس، لكن هذه النوعية من الأخطاء لا تلغي ببساطة إنجازات عظيمة تم تحقيقها وتطور هائل في هذا القطاع الهام.

المجتمع المتعلم مجتمع قادر على تطوير ذاته بذاته, والمجتمع المثقف هو المجتمع الذي يصل بسرعة وببراعة إلى مجتمع متعلم مثقف, حال كل شعب في العالم يسعى لتطوير مدخلات ومخرجات التعليم لديه, علينا حاجة ملحّة في كل مرحلة نظرية أو عملية نقوم بها لتطوير التعليم بشكل عام في المملكة أن لا ننسى ولا نغفل البرامج المتعاملة بشكل مباشر مع بقية الملفات الأخرى كملف الأسرة وضرورة تنبيهها إلى أهمية الاهتمام بالتعليم, جميل أن نتباهى بكم نملك مالاً أو عقاراً أو جاهاً, لكن جميل أكثر أن نصل إلى مجتمع يتباهى بكم في داخله من متعلمين حاصلين على أعلى الدرجات العلمية, العلم أينما وجد لا بد أن توجد الحضارة معه دائماً.

محكم دولي وأخصائي تسهيل مرور للمعاقين

alharbit@gmail.com

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة