Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 31/03/2013 Issue 14794 14794 الأحد 19 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تسبب يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2001م، في تحولات حادة عديدة على المستوى العالمي، تحولات في الرؤى والمواقف والعلاقات، ومازالت آثار تلك التحولات وانعكاساتها حية ماثلة للعيان حتى اليوم، فمن الآثار الارتدادية المبكرة لهذه الحادثة المشؤومة المصنوعة، ما حصل داخل أروقة وزارة التربية والتعليم من إدعاء بأن مصطلح الولاء والبراء الذي يدرس لطلاب التعليم العام في مقررات التوحيد لعب دورا في تكوين اتجاهات معادية للغرب بصفة عامة وللأمريكيين بصفة خاصة، لهذا تعالت أصوات بحذف هذا الموضوع من كتب التوحيد، إدعاء أقل ما يقال عنه أنه يفتقر للموضوعية والصواب، والسبب أن الاتجاهات المعادية للغرب إن صحت ليست وليدة مفاهيم موضوع الولاء والبراء، لأن هذا الموضوع يدرس في كتب التوحيد منذ سنوات طوال، ولم يلمس أبدا بين السعوديين اتجاهات معادية للغرب، ومن الشواهد البينة على هذا، مواقف الطلاب الذين درسوا في الغرب، لم يذكر عنهم سوء، كذلك لم يذكر مواقف معادية للغربيين الذين يعملون في المملكة في أرامكو وغيرها، مرر التخويف من هذا الموضوع، وهذا خطأ كبير يجب تداركه، لأن عدم الإحاطة بمدلولات ومقاصد هذا الموضوع سوف يفتح الأبواب مشرعة لولاءات خارج حدود بلادنا حفظها وحرسها من بغاة الشر والفتنة.

إن الولاء للدين شرط رئيس للولاء للوطن، هذه من البديهيات المعلومة بالضرورة عند كل بني البشر، فعندما يفسد الدين عند أحدهم أو ينحرف تدينه بسبب أفكار ومفاهيم مصنوعة مكذوبة، فإن درجة الولاء عنده للوطن الأصلي الذي يرفض هذا الانحراف ولا يقره تنحرف ميممة وجهتها شطر الوطن الذي ابتدع فساد الدين وانحرافه عن مصادره الشرعية المعتبرة، من دلائل صحة هذه المعادلة، ما حصل من عصابة التجسس الستة عشر الذين طغى معتقدهم الفاسد الملوث المجلوب من الصفوية العفنة في إيران، طغى على ولائهم المفترض للوطن الأم، فكادوا لوطنهم بسبب الانحراف العقدي المجلوب من ملالي إيران، وتحولوا إلى دواب مسلوبة الإرادة والعقل تجمع المعلومات عن مرافق حيوية تمس عموم المواطنين في الوطن الأم، كي توظفها هذه العصابة لصالح الوطن الذي تلقوا منه تدينهم المطبوع بطابع صفوي نشار خارج عن التدين الصحيح في الوطن الأم الذي لم يعودوا يدينون له بالانتماء والولاء، فحولوا انتماءهم وولاءهم إلى الوطن الذي تلقوا منه ما يدينون به من صور تدين مصنوع مكذوب لا يتوافق البتة مع أبسط الفطر البشرية السوية عقليا ونفسيا.

إن التكوين الفكري والعلمي، والمستوى الإداري والمهني والمالي لعصابة التجسس، أسقط كل الحجج التي كان يتكئ عليها هؤلاء القوم لتسويق أنفسهم باعتبارهم مهمشين مستبعدين، والذين طالما رددوا مزاعم مكذوبة بأنهم مقصون وظيفيا، محرومون من التمتع بالحقوق، ورفعوا الصوت عاليا عبر كل الوسائط الإعلامية وأقنية المعلومات من أجل التشويه والإساءة لوطن قضت مشيئة الله أن يكشف حقيقة هؤلاء القوم من خلال عينة عشوائية -عصابة التجسس- تشغل مواقع علمية ومهنية مرموقة في الوطن الذي سعوا بكل بجاحة إلى طعنه بخناجر الخيانة والغدر.

ولا يقل بجاحة وبشاعة وقلة حياء عن الذين باعوا أنفسهم أدوات للصفويين، سوى أولئك الذين صمتوا عن فعلة هذه الأدوات الرخيصة، أو قفزوا على حقيقة بشاعة فعلتهم إلى مقولات وتأويلات لا مجال لقبولها، حيث كان الأولى بهم إدانة هذه الخيانة، والبراءة منها ومن فاعليها، وأن الطائفة قاطبة تتبرأ منهم، بل إنها لا يمكن أن تتقبل الفعلة مهما كانت المسوغات التي دفعت هؤلاء الخونة إلى الارتماء في أحضان إيران، وما كان للمسوغين أن يربطوا بين تلك الفعلة وبين من استمرأ صناعة القلق، سواء من هذا الطرف أو ذاك، فالفرق شاسع ولا وجه للمقارنة بين من يدعو إلى الإصلاح وإن أخطأ الطريق، وبين من يسعى إلى الإفساد قولا وعملا.

لقد برهن أعضاء خلية التجسس أن الولاء للدين مطلب رئيس للولاء للوطن، لذا فإن تدريس الولاء والبراء في المراحل الدراسية أمر يجب ألا يخضع لاجتهاد أحد لكون الإحاطة بمدلولاته ومعانيه مطلب شرعي ووطني تقتضيه الضرورة في كل زمان.

assahm@maktoob.com

أما بعد
الولاء للوطن مرهون بالولاء للدين
د. عبد الله المعيلي

د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة