Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 31/03/2013 Issue 14794 14794 الأحد 19 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

خلال السنوات التي مرَّت، التقيت بإعلاميين إيرانيين وبعض المفكرين والمنتجين، والحقيقة أن من التقيتهم ينتمون إلى الوسط، وهم في الغالب ضد نظام الملالي وطريقة حكمه وقبضته الحديدية وشره الذي يأخذ إيران إلى مواجهة العالم العربي والإسلامي، بل والمجتمع الدولي بأسره، والمقامرة بإيران الأرض، وهو أمر يرفضه عقلاؤها.

إلا أنه ومنذ انطلاق ما عُرف بالثورة الإسلامية - الخمينية - فإن النمط العدائي ظل في تصاعد مع كل المحيط الخارجي، ابتداءً بدول الجوار، في أزمات وتدخل ومواجهات وقحة لم تتوقف، لكن يبدو أن افتعالها سببٌ رئيس لاستمرار حكم المرشد والملالي والآيات، هذه الأزمات مع الجيران - العرب - تحديداً هي التي تغذي استمرار النظام الحالي القائم في طهران.

لكن هذا التدخلات وصلت لذروتها بعد أن كشفت السعودية الأسبوع الفائت أن أدلة إدانة “خلية التجسس” الإيرانية ستعلن أمام القضاء، بعد أن ثبت ارتباطها باستخبارات إيران فيما يُعرف اليوم بشبكة الـ “18” التجسسية الإيرانية.

والحقيقة أن السعودية عُرفت بهدوئها وتحفظها ودقة تحركها في مثل هذه المواقف، عبر سياسة الحكمة والتريُّث، بحسب محللين في الشأن السياسي الإقليمي، وهو ما يُفسر التأكيدات على أن المملكة لم تكن لتعلن هذا التفصيل الخطير لخلية التجسس الإيرانية، دون أن تكون لديها معلومات مؤكدة تماماً، وهو أمر يدركه كل متابع للشأن السعودي.

في المقابل وعلى المستوى الشعبي السعودي، كما المحيط الخليجي والعربي والإسلامي أيضاً، لم يُستقبل مثل هذا الكشف بأي نوع من الصدمة أو المفاجأة، فالجمهورية الإيرانية الإسلامية ونظام الحكم فيها له سوابق قريبة وبعيدة وخطيرة في أكثر من بلد عربي، سوابق موثقة ومستمرة في التدخل ومحاولة إحداث الفوضى والتخريب.

- ففي 1985، أسقطت طائرة مقاتلة سعودية إحدى طائرتين إيرانيتين دخلتا الأجواء السعودية قرب حقول نفطية.. وفي العام ذاته اكتشفت الجمارك السعودية متفجرات داخل حقائب حجاج.

- وفي 1987 نظَّم الحجاج الإيرانيون تظاهرات استخدموا فيها السلاح الأبيض بالاعتداء على الجنود والعاملين موسم الحج خلّف قتلى.

- وفي 1989، حاولت إيران تكرار المحاولة، وفجّرت جسراً ملاصقاً للمسجد الحرام في مكة المكرمة.

- وفي 2009، وعلى الحدود الجنوبية بين المملكة واليمن، زودت إيران مقاتلين حوثيين بالسلاح، لحثّهم على مهاجمة الحدود السعودية والتوغل فيها.

- وفي 2011 قامت جماعات مسلحة بالاعتداء على مقر السفارة السعودية في طهران.

- وفي نفس العام 2011 اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية إيران بمساعدة عصابة مكسيكية، بمحاولة اغتيال السفير عادل الجبير في واشنطن.

ثم في دول الجوار أصبح خبر كشف خلية تجسس إيرانية خبراً عادياً أو متوقعاً - للأسف -، في عام 2010 م تم الكشف عن شبكة تجسس في البحرين.. وفي عام 2011 م تم الكشف عن خلية تجسس أخرى بالكويت، وفي عام 2012 م قامت اليمن بالكشف عن 6 خلايا تجسس.

وفي نفس العام أي عام 2012 م أعلنت قطر عن القبض على أربعة ضمن خلية تابعة لطهران، كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية ضد منشآت حيوية في البلاد.

طبعاً، أضف لهذا الرصيد الفج والقبيح الاحتلال الإيراني لثلاث جزر إماراتية، ومليشيا حزب الله الإيراني في لبنان، والعراق، وطبعاً مشاركة إيران المكشوفة في الحرب على الشعب السوري والسعي لإبادته.

فقد أعلن الأسبوع الفائت إصابة عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في مطار دمشق الدولي على خلفية سقوط طائرة شحن إيرانية كانت محمّلة بالأسلحة أصابتها نيران الجيش الحر.

وكانت تقارير مخابراتية غربية، قد أشارت إلى أن طهران تنقل نحو 5 أطنان من الأسلحة إلى سوريا أسبوعياً، كما تزوّد نظام الأسد بكوادر عسكرية وفنية، بل إن عقيدة الشر الإيرانية وصلت لمصر والسودان والمغرب، لكل الدول العربية والإسلامية تقريباً؟

متى يتوقف الشر الإيراني...؟
ناصر الصِرامي

ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة