السيرجينت الأمريكية الجميلة السوداء
ضابطة الصف,
ذات القد الأهيف
والهيفاء
ذات الأسنان الناصعة البيضاء
ذات الشعر المجدول المتناسق, لما تتخلله الريح الهوجاء
عبر هبوب السرايات
لما تزوبع في الصحراء
كنت أراها عن كثب
وهي تدرب بعض جنود الأمريكان
«على التعايش» مع هذا الجو اللاهب
في البيداء كانت من فرقة (جرذان الصحراء)
وكانت شامخة إذ ذاك
كما النخلة، لأ
كشجرة الأكبالتوس
الناضرة الخضراء
كانت تزأر مثل الفهده
المتوحشة السوداء
ترفع ذاك الرأس الأسمر
بكل إباء
ويتردد صداها في الأرجاء
(لفت.. رايت
لفت.. رايت)
وتوقف إيقاع الطابور
المجلوب إلى الموت
بكل إباء
تتوقف ثم «تشل» القدم اليمنى
تخبطها يتقادح حجر الصوان
لدوي الخبطة، تصرخ بالطابور البائس، قف
أأنتم, نصف رجال
لا أنتم نصف نساء!!
دارت الحرب، ابتدأت عاصفة الصحراء
وقد مات من مات وقد عاش من عاش
ونسيت مدربة الجند السيدة السيرجينت السوداء
لكنما من بعد تحرير الكويت
وكنت أشرب القهوة السوداء
بمجمع في قرية الجهراء
لمحت امرأة جميلة
سمراء, طويلة ممشوقة
تقلب الأزياء
وفجأة قفزت وقلت ياسيدتي
ألست المدربة السوداء في المارينز
قالت بلا
دعوتها لشرب قهوتها معي
دعوتها لرؤية النياق في الصحراء.
