Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 07/04/2013 Issue 14801 14801 الأحد 26 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

مفهوم سلامة المرضى في الأدبيات الصحية يعني الخطوات أو العمليات التي يقود تطبيقها إلى تقليص احتمالية حدوث المضاعفات أو الأحداث السلبية التي قد تعرض المريض أو النظام الصحي إلى المشاكل أو الأمراض والمضاعفات الطبية. وبعيداً عن التعريفات الدقيقة لسلامة المرضى، فقد برز الموضوع كتظاهرة علمية ومهنية عام 1999م بالولايات المتحدة الأمريكية عندما نشر تقرير المؤسسة الطبية بعنوان «الخطأ بشري: بناء نظام صحي آمن» ومنذ ذلك الوقت توالت الدراسات وطرحت الكثير من المعايير والخطوات المتعلقة بالموضوع. وكان آخر التقارير البارزة في هذا الشأن ما صدر الشهر الماضي لصالح وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة، وزارة الصحة والخدمات البشرية بالولايات المتحدة الأمريكية بعنوان «جعل الرعاية الصحية أكثر أمناً» وهو يبحث في البراهين العلمية المتعلقة بمفاهيم سلامة المرضى ونشر في ما يقارب ألف صفحة.

كما هو واضح فإن المفهوم يدخل فيه أمور عديدة منها تؤثر على سلامة المرضى، في حال عدم وضوحها أو عدم تطبيق إداراتها بشكل سليم وفق أحدث الطرق العلمية والمهنية. تلك الأمور أوردها التقرير المشار إليه في الخمسة الفروع التالية:

1- ممارسات صرف واستخدام الأدوية.

2- ممارسات التحكم في العدوى.

3- ممارسات الجراحة، التخدير، وإجراءات ما قبل العمليات.

4- الممارسات المتعلقة بكبار السن ومن في حكمهم من المرضى كالمصابين بالعجز.

5- الممارسات التي تهدف إلى تحسين النظام العام/ أهداف متعددة.

محلياً، بدأنا نستخدم مصطلح أو مفهوم سلامة المرضى بشكل أكبر في السنوات القليلة الأخيرة، والأمر لا يعني أن الممارسة الصحية قبل ذلك لم تكن آمنة، بقدر ما يعني التركيز على موضوع سلامة المرضى ووضعه أولوية في العمل الصحي، وفق مفاهيم علمية حديثة. هذا وقد بدأت تعقد لقاءات علمية متخصصة في هذا الجانب، لعل آخرها مؤتمر تقيمه مدينة الملك عبدالعزيز الطبية هذا الأسبوع تحت رعاية سمو رئيس الحرس الوطني. هذه اللقاءات تتيح فرصة التركيز على موضوع سلامة المرضى والحديث عنه كعلم ومجال بحثي بحد ذاته يستحق مزيداً من الطرح والنقاش على المستوى المحلي.

البعض يرى بأن نظامنا وممارساتنا الصحية وبالذات في القطاع الصحي العريض كوزارة الصحة أو القطاع الخاص، يحدث به تقاعس أو عدم جدية أحياناً في الاهتمام بسلامة المرضى. التقاعس ليس بالضرورة متعمداً لكنه يحدث كنتيجة لعدم معرفة أحدث معايير سلامة المرضى أو عدم الحرص على تجويد العمل وتفاصيله وعلى اتباع خطوات عمل مقننة وموثقة وفق أحدث الطرق العلمية ووفق أحدث البراهين العلمية.

الممارسون الصحيون من أطباء وفنيين وممرضين وإداريين بالمملكة ينتمون إلى مدارس مختلفة بسبب تعدد جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية والتعليمية ومستويات خبرتهم وتدريبهم وبالتالي حاجة ماسة إلى وضع أنظمة وأدلة عمل واضحة للجميع وتدريب الجميع عليها وكذلك متابعة ومراقبة تنفيذها بشكل دقيق. مع اعترافنا بأن المشكلة أحياناً ليست فيما هو مكتوب من أنظمة وإجراءات، بل في الإهمال واللامبالاة وعدم الانتباه للتفاصيل. وتزداد المشكلة عمقاً في ظل تواضع القيادات وعدم إتقانها لدورها في خلق فريق العمل وتحفيزه وضبط أدائه ومراقبته بالشكل الكافي، وفي قدرتها على اكتشاف المشاكل والتعامل معها بشكل علمي وعملي واضح.

نرحب بالمؤتمرات في هذا الشأن، ونأمل أن تنتقل فائدتها من التنظير إلى خطوات عملية يستفاد منها في وضع الأنظمة وتطويرها وفي تطوير الجودة والأداء بما يكفل سلامة المرضى في كافة الجوانب.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

نقطة ضوء
سلامة المرضى
د. محمد عبدالله الخازم

د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة