Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 09/04/2013 Issue 14803 14803 الثلاثاء 28 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تبلغ مساحة شبه الجزيرة الكورية حوالي 220.850 كلم2 تشغل كوريا الشمالية منها122.000 كلم2 تقريباً، عاصمتها (بيونغ يانغ)، أما كوريا الجنوبية فمساحتها حوالي 99.000 كلم2 وعاصمتها (سيؤل).

كانت كوريا موحدة إلى أن احتلتها اليابان عام 1894م وفرضت سلطتها بالقوة، حتى نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945م. وعندما هُزمت اليابان أمام الجيش الأمريكي من الجنوب والجيش السوفيتي آنذاك من جهة الشمال تم الاتفاق على اقتسام كوريا بينهما دونما اعتبار لحق الشعب بتقرير مصيره ورغبته في الاستقلال.

ثبتت أمريكا أقدامها في كوريا الجنوبية وأنشأت قاعدة عسكرية قوية، وكذلك فعل السوفييت في كوريا الشمالية، وتحولتا إلى معسكرين متجابهين، وباءت محاولات الشعبين بالفشل للتحرر، بل اندلعت الحروب المستمرة بين الشمال والجنوب تحت شعار الوحدة! التي لم تكن بالحقيقة إلا صراعاً بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي، حيث أمريكا تدعم الجنوب، والصين والسوفييت تدعمان الشمال! وقد دفع أفراد الشعبين أرواحهم وثرواتهم ودمار بلادهم ثمنا لذلك، حتى توقيع الهدنة بينهما ووقف إطلاق النار عام 1953م.

وفي حين دعمت أمريكا الجزء الجنوبي اقتصاديا، تعثر الشمالي بسبب انحسار المنظومة الاشتراكية وسقوطها! وبذلك تفوقت الجنوبية تقنياً وصناعياً على الشمالية بمئات الأضعاف.

وحينما لوحت أمريكا باستخدام السلاح النووي الذي أنشأته في الجنوبية لحسم الحرب، بل وهددت به عندما نشرت حوالي1000 رأس نووي هناك؛ بدأت كوريا الشمالية - بمعاونة روسيا - برنامجاً نووياً علمياً وأرسلت طلابها للدراسة في روسيا وتدريبهم لبناء مؤسسات علمية على أراضيها! إلا أن الأمور تغيرت والحسابات تبدلت بعدما انهار الاتحاد السوفياتي، حيث سحبت أمريكا أسلحتها النووية من كوريا الجنوبية.

وفي حين رسّخت أمريكا نظرية أن البرنامج النووي أسلوب لفرض مكانة كوريا الشمالية على العالم وتهديد للدول المجاورة وإصرارها على توحيد كوريا تحت سلطتها باستخدام القوة، فضلا عن تعاونها في تصنيع الصواريخ وبيعها لإيران وسوريا وليبيا وباكستان؛ ترى حكومة بيونج يانج أنها دولة تسعى لإقامة السلام مع جيرانها وبقية العالم، وأن امتلاكها النووي يشعرها بالأمن فحسب، والتحوط من التهديد من أي جهة كانت، وحتى لا تصبح فريسة لأي هجوم. بيد أن أمريكا فرضت عليها عقوبات اقتصادية بحجة دعمها للإرهاب مما أدى إلى شلل اقتصادي شبه كامل لها.

ومهما كان الهدف! فقد انشغلت كوريا الشمالية في بناء المفاعل النووي وأهملت بناء الإنسان، حيث تعتبر من أكثر دول العالم قمعية وانغلاقاً وعزلة، فهي أسوأ منتهكي حقوق الإنسان وفقاً لاستبيان الحرية في العالم الصادر عن بيت الحرية، بل وتراخت عن توفير خبز المواطن ومعيشته، حيث تصل أعداد من ماتوا بسبب نقص الأغذية إلى مليوني شخص نتيجة للكوارث الطبيعية وسوء الإدارة الاقتصادية للحكومة. وهو ما يخالف سجل كوريا الجنوبية الاقتصادي والسياسي، التي أصبحت دولة صناعية بجدارة، وحكومة ديمقراطية باستحقاق، ففي عام 2010م احتلت المرتبة 14 بين أكبر اقتصادات العالم نسبة لحجم الناتج المحلي الإجمالي. وهذا الفرق تماما بين مَن يبني من أغصان الشجرة بيتا وسكنا، ومن يشعل بها حريقا وحربا!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
النووي قبل الخبز.. أحياناً!!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة