Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 09/04/2013 Issue 14803 14803 الثلاثاء 28 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تظن وزارة التربية والتعليم أن مادة الوطنية تُعمِّق حب الوطن في قلوب الطلاب والطالبات، وأقول إن بعض الظن إثمٌ، فليست مادة الوطنية الخاوية بالشيء الذي يُرسِّخ حب الوطن في قلوب الأبناء والبنات، فمسألة الوطن أكبر بكثير من هذه الأسطر التي تُثير تعجُّب أبسط المتعلمين، فكيف بخبراء التربية الذين وضعوا هذا المنهج؟!

حب الوطن الذي تغنّى به الشعراء قديماً وحديثاً، ويُمارسه الكثير من شعوب العالم كممارسة ظاهرة، تأتي الوزارة المعنية بالتربية والتعليم، لتقول للأجيال إن حب الوطن ينطلق من معرفة هذا المعلومات التي تُعد من أبجديات فهم أي طفل صغير، خصوصاً في عصر تفجُّر المعلومات!

أمرٌ في غاية الغرابة، بل يجوز أن أقول في غاية السذاجة، فالوطن حبه متجذِّر في نفوس كل مواطن، ولا يحتاج لمنهج أو تنظير، وإنما يحتاج لتطبيق عملي يُمارسه المسؤول قبل غيره من خلال تصرفه وتعامله مع من حوله وفي كل شؤون حياته.

إن طالب السنة الأولى ابتدائي أصبح يملك من المعلومات أضعاف ما تقدمه مادة الوطنية، وإن طالب الثانوي الذي تقول له مادة الوطنية إن المواطنة تعني أن تعرف كيف تختار زوجتك!! وكيف تختارين زوجك!! وماذا يجب على الدولة فعله من أجلك، وماذا يجب تفعل من أجل وطنك، عبر كلمات مُنمَّقة قد يقولها أستاذٌ لا يعي ماذا تعني المواطنة؟.

لقد بحّت حناجر المخلصين الغيورين على وطنهم المطالبة بأن يكون حب الوطن ممارسة، وليس تنظيراً ولكن لا حياة لمن تنادي، الغش ظاهرة طاغية، وعندما أقول الغش فإني لا أعني الغش في المواد والبضائع، وإنما أعني غش المسؤول دولته في نقل صورة مختلفة عن الواقع.

في مجال التربية، عندما تقول وزارة التربية إن مدارسها أُسست على أفضل الأسس التربوية التي تمنح الطالب الجو المناسب، فإني أعتبر ذلك من الغش، كون مدارسنا تُعد من أسوأ المدارس بالنسبة للدول المماثلة لنا اقتصادياً، وعندما تشير إلى الإنجاز في إنشاء المدارس الحكومية ولديها من المشاريع المتعثرة ما لا يخفى على أبسط مواطن، فإن ذلك يُعد من الغش عندما يتشبث مسؤول تربوي بكرسيه، وهو غير قادر على أداء رسالته ومسؤوليته، فإن ذلك يُعد غشاً عظيماً، وعندها يطول المقام لو أردنا أن نسرد القصص المؤلمة.

في هذا السياق يعرض التلفزيون السعودي نماذج من المدارس (العربية) أؤكد على العربية، يعني ليست مدارس في اليابان أو أمريكا، ويرينا كيف نظامها وكيف عناية وزارات التربية هناك بطلابها مما يثير سخط الطالب السعودي تجاه وزارته؟!!

أعود لمسألة الوطن وحبه في قلوب الأبناء والبنات، وأؤكد بأننا إذا أردنا أن نغرس ذلك في قلوبهم، فعلينا أن نكون مبادرين بما يعود عليهم بالنفع في حياتهم، نشعرهم بأن هناك من يفكر في مصلحتهم ونفعهم، نشعرهم بان المسؤول أشد حرصاً عليهم من حرصه على نفسه.

حب الوطن ممارسة، وليس شعارات تُردد يا أيها التربويون، يا أيها المسؤولون، الوطن هو كل ما نملكه فلا تجعلوه تجارة تُمارسونها أو ترقيات تريدونها أو مؤتمرات تعقدونها، أملي أن تُمارسوا حب وطنكم بأفعالكم لا بأقوالكم، أو بالأصح بأقوال العلاقات العامة في إداراتكم، وتلك الخطابات المنمَّقة الجميلة الخاوية.

قرأت مقالة لأحد زملاء الحرف، وفي الحقيقة لم أقرأ ما كتب ولكن قرأت ما لم يكتب، قرأت ما بين السطور وفهمت أنه يقول إن التربية تُعاني فهماً سقيماً لدى المسؤولين عنها، حيث فهموها بأنها رياضة وسياحة واستجمام وخفة دم!!

الوطن غاااااالٍ جداً، ولا يُمكن أن نُفرّط فيه ولا أن يخرج من قلوبنا، ولكن بعضنا يجب أن يرقى في فهم حب الوطن، وأن يُمارس حب الوطن ممارسة، وليس تنظيراً.

كل يوم، ووطني بخير وإلى خير.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com
تويتر: @almajed118

حديث المحبة
الوطن.. ليس مادة تُدرس
إبراهيم بن سعد الماجد

إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة