Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 12/04/2013 Issue 14806 14806 الجمعة 02 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

رحلة إلى اليابان

رحلة إلى اليابان

رجوع

تأليف الأديب الأستاذ عبدالله بن حمد الحقيل

قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل السيف - بنت الأعشى

الرحالة فنان ماهر يرسم بكلماته مناخ البلدان وتضاريسه وأوضاعه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية، وهي فن خصب وكل ضارب فيه بسهم، وقد اهتم بهذا الفن العلماء والأدباء والمثقفون وعدوه مصدراً خصباً في التعرف على حضارات الأمم وقيم الشعوب، وحظي التاريخ العربي برحالة بارزين كأمثال ابن بطوطة وابن جبير وابن فضلان وغيرهم.

تغرب عن الأوطان في طلب العلا

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرج هم واكتساب معيشة

وعلم وآداب وصحبة ماجد

وكتب الأدب ملأى بحكم جميلة، في الترنم بشعر فريد، وبنظم مفيد، كقول الشاعر في الحث على السفر:

سفر الفتى لممالك وديار

وتجول في سائر الأمصار

علم ومعرفة وفهم واسع

وتجارب ورواية الأخبار

وبين يدي كتاب في فن الرحلة نضير، خطة يراع الأديب الأستاذ عبدالله بن حمد الحقيل وقد مر بك عنوانه، وقد أمتعنا الأديب الحقيل أمتعه الله، وآنسنا آنسه الله، وكما هو مستشف من عنوان الكتاب فرحلته اكتشافية استطلاعية إلى اليابان لؤلؤة الشرق وبلاد الشمس المشرقة التي يترنم بها المؤلف في شعر عذب منساب رقراق جاء فيه:

يا درة في جبين الكون ناصعة

للعلم تسعى وللتصنيع والنظم

رأيت فيما رأيت عيني معالمها

تختال فخراً بما فيها من الهمم

وقفت بين قطارات وجامعة

والكل ما بين مسرور ومبتسم

وللمؤلف إلى جنب الشعر حديث عذب نفيس جاء فيه: (إن الرحلات من أوسع أبواب المعرفة والثقافة الإنسانية، فقد احتل أدب الرحلات في جميع لغات العالم مكانة مرموقة، وهذا الكتاب يتضمن الحديث عن رحلة قمت بها إلى اليابان لؤلؤة الشرق، وبلاد الشمس المشرقة، وتقول الأطالس عنها أنها بلاد البراكين والزلازل، أما المؤرخون فيرونها أقدم الممالك التي قامت وعرفت فوق الأرض، وقد تضمنت المشاهدات والانطباعات عما رأيته فيها) إلى أن يقول في الحديث عن المحفز وراء تأليف الكتاب: (وإن الحافز إلى كتابة ذلك هو إيجاد مجموعة من كتب الرحلات الحديثة التي كتبها أبناؤها بلغتهم العربية، ومحاولة نقل الصورة عن هذا البلد مما انطبع في الذهن، وإحياء فن عربي قديم في أدب الرحلات حيث كان أسلافنا من الرحالة هم أربابه وأصحابه ولهم أشعار وكتب وأسفار حيث طافوا ورحلوا في مختلف بقاع العالم وجابوا آفاق الدنيا، وكان رحلاتهم مصدراً من مصادر التاريخ والجغرافية واللغة والأدب).ومن خلال حديث المؤلف السابق يتبين لنا أهمية كتب الرحلات تاريخياً فهي من أهم مصادر وينابيع دراسة تاريخ الأمم ونهضة الشعوب، وقد اهتم العرب بكتب الرحلات فطبعت وحققت وعني بها علمياً حتى أن رحلة الرحالتين ابن بطوطة وابن جبير ترجمت إلى لغات متعددة، وبهذا يظل أدب الرحلات من أهم روافد التاريخ والأدب، وقد سار المؤلف رعاه الله على نهج الأسلاف في إثراء المكتبة العربية بكتب في الرحلات نفيسة كما أنه لبى دعوة أبي تمام حين قال:

وطول مقام المرء في الحي مخلق

لديباجيته فاغترب تتجدد

فإني رأيت الشمس زيدت محبة

إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

وفي الكتاب محطات جميلة حرية بالتأمل والتبصر والتحقيق منها أهداف إنشاء المعهد العربي الإسلامي وسمات الشعب الياباني ولمحات عابرة عن الحياة في اليابان سر نجاح اليابان وطباع المواطن الياباني من حبه لروح الجماعة، وبعض عاداته كالأكل سريعاً والمشي سريعا والنوم مبكراً وعن هذه العادات يهزج المؤلف شعراً بقوله:

مشي سريع وعزم في ضمائرهم

طول الحياة بلا ضيق ولا ندم

وكلهم يرتجي مجداً لأمتهم

والكل يسعى حثيثاً مسرع القدم

إلى المصانع والأعمال هاجسهم

بكل جد وإخلاص بلا سأم

يممت وجهي شطر المعهد العربي

مهوى الأحبة من عرب ومن عجم

حيث التقينا به والكل مبتهج

بندوة قد بدت للعين كالحلم

شعرت بالبهجة الكبرى تداعبني

في ساحة الحقل نشدو أعذب النغم

حفل بهيج حوى فكراً ومعرفة

واسمع حديث الثنا يشدو بكل فم

يا ندوة جمعت من كل طائفة

من الرياض ومن طوكيو بلا سأم

تحية لجميع الصحب مفعمة

فيها الوفاء وصدق الود والكلم

هذا وقد تناول المؤلف واستعرض جوانب من الرحلات اليابانية إلى الجزيرة العربية ورحلات بعض العرب إلى اليابان والسبب كما جاء على حد قوله: (شبه الجزيرة العربية تمثل منذ القدم نقطة جذب واهتمام لكثير من الشعوب انجذب إليها الباحثون والمهتمون لما تميزت به من خصوصية وأهمية، فهي إحدى مناطق الحضارات القديمة، وملتقى الطرق التجارية). وهذه الرحلات على التوالي:

- (رحلة ياباني في مكة) تاكشي سوزوكي، ترجمة وتعليق أ. د. سمير عبدالحميد إبراهيم.

وسارة تاكاهاشي.

- الرحلة اليابانية) لصاحبها علي أحمد الجرجاوي، اهتم بنشرها وقدم لها أ. د. سمير عبدالحميد إبراهيم.

- (الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية عام 1358-1939م) ألفها ايجبروا تاكون، ترجمة سارة تاكاهاشي.

- (دولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان) من مشاهدات سائح مصري، وهو الأستاذ محمد ثابت 1367هـ- 1948م.

وأخيراً كان المؤلف يستعرض هذه الكتب بإسهاب وتفصيل وعقلانية ومنطقية، كما أن نقاشه لمعلومات الكتاب نقاش النحرير المتبصر فكان يرفع وينصب ويأخذ ويعطي حفظه الله وسدد خطاه.

عنوان المراسلة


ص.ب 54753 الرياض 11524 - فاكس 2177739

hANAN. AL SAIF@HOTMAIL.COM

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة