Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 12/04/2013 Issue 14806 14806 الجمعة 02 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

أفاق اسلامية

تحريم الانتحار
حمود بن محسن الدعجاني

رجوع

حمود بن محسن الدعجاني

قد حرّم الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم الانتحار قال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إن اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، وقال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة) وقال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْس الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلا بِالْحَقِّ) وأما من السنَّة فعن أبي هريرة رَضِي اللهُ عَنْه عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «من تردى من جبل، فقتل نفسه فهو في نار جهنَّم يتردى فيها خالدًا مخلدًا أبدًا، ومن تحسى سمًا، فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنَّم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديده في يده يجأ بها بطنه في نار جهنَّم خالدًا مخلدًا أبدًا» أخرجه البخاري، وعن أبي هريرة رَضِي اللهُ عَنْه قال قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الذي يخنق نفسه يخنقها في النَّار والذي يطعنها يطعنها في النار» أخرجه البخاري، وعن جندب رَضِي اللهُ عَنْه، يرفعه إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «كان برجل جراح فَقَتَل نفسه، فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، حرَّمت عليه الجنة» أخرجه البخاري وحكم المنتحر في الدُّنْيَا أنّه فاسق بمعصيته، وباغٍ على نفسه يعتزل الصَّلاة عليه أهل الفضل والصَّلاح لحديث جابر بن سَمُرة رَضِي اللهُ عَنْه: «أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، اُتيَ برجل قتل نفسه بمشقاص، فلم يصل عليه» أخرجه مسلم، وفي رواية للنسائي: «أمَّا أنا فلا أصلي عليه». أما غيره من النَّاس فيصلون عليه ويدعون له بالرَّحْمة لأنّه لا يكون مرتدًا بانتحاره ولكنَّه فعل كبيرةً من كبائر الذُّنُوب، أمَّا في الآخرة فهو تحت المشيئة إن شاء عفا الله عنه بفضله وإن شاء عذبه بعدله.

فليعلم المسلم أن النَّفْس ملك لخالقها وليس ملكًا له؛ ولذلك لا يجوز أن يتصرف في نفسه إلا في حدود ما أذن له الخالق، ثمَّ إن في الانتحار تسخط على قضاء الله وقدره، وعدم الرِّضا بذلك، وعدم الصَّبر على تحمل الأذى، وهو دليل على ضعف الإيمان واليأس من رحمة الله أرحم الراحمين وقد قال سبحانه: (وَلاَ تَيْأسوأ مِن رَّوْحِ اللّهِ إنه لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ كَفرُّوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أولئك يَئِسُوا مِن رحْمَتِي وأولئك لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقال تعالى حكاية عن خليله إبراهيم عليه السَّلام: (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إلا الضَّآلُّونَ).

وليعلم المسلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فليصبر وليحتسب ذلك عند ربه فعن عائشة - رَضِي اللهُ عَنْها - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصبّ ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتَّى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» متفق عليه وعن صهيب رَضِي اللهُ عَنْه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «عجبًا لأمر المؤمن، أن أمره كلّّه خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، أن إصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن إصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» أخرجه مسلم.

اسأل الله بمنِّه وكرمه الفقه في الدين والثبات عليه حتَّى الممات إنه ولي ذلك والقادر عليه.

- عضو الجمعية الفقهية السعوديَّة

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة