Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 14/04/2013 Issue 14808 14808 الأحد 04 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تقدر رؤوس أموال المؤسسات الوقفية في المملكة العربية السعودية بعشرات المليارات، ولها استثمارات كبيرة وناجحة, في نشاطات كثيرة ومتنوعة، منها العقاري ومنها الزراعي ومنها التجاري.

وفي السنوات الأخيرة ارتفعت ثقافة الوقف، وأصبح الكثير

من أثرياء الوطن يوقفون جزءاً من استثماراتهم وهم ما زالوا على قيد الحياة، ولعل من أشهر مؤسسات الوقف، أوقاف الشيخ صالح الراجحي - رحمه الله - وكذلك أوقاف شقيقه الشيخ سليمان الراجحي - حفظه الله - وأيضاً أخيهم محمد - رحمه الله - فهذه الأوقاف الثلاثة فقط تعتبر من أكبر الأوقاف في عالمنا العربي والإسلامي، ولهذه المؤسسات الثلاث من الأعمال المباركة ماهو معلوم داخلياً وخارجياً، كذلك مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي - رحمها الله - وغيرهم كثير.

تقدر رؤوس أموال المؤسسات الوقفية في المملكة العربية السعودية بعشرات المليارات، ولها استثمارات كبيرة وناجحة, في نشاطات كثيرة ومتنوعة، منها العقاري ومنها الزراعي ومنها التجاري.

والمتتبع لنشاطات المؤسسات الوقفية يلحظ ضعف اهتمامها بالتنمية البشرية التي تعني انتشال فئة من المجتمع من قاع الحاجة والعوز الى سطح المشاركة المجتمعية المثمرة المبنية على أسس علمية صلبة, وإذا وجد فهي برامج بسيطة ضعيفة غير مبنية على أسس صحيحة، وحتى لا نبخس حق أحد فإن ما تقوم به بعض المؤسسات الوقفية في مجال الإسكان يعد من أبرز أعمالها، وإن كان أقل من المأمول ايضاً.

أغلب المؤسسات الوقفية في غفلة عن أهمية إنشاء المشافي، وكفالة المرضى وعلاجهم داخلياً وخارجياً.

منذ فترة أهداني فضيلة الشيخ سعد بن محمد المهنا رئيس محكمة القطيف العامة، كتاباً من تأليفه، وهو عبارة عن دليل إرشادي للواقفين والفرق بين الوقف والوصية، وطرق الحفاظ على الوقف وأنواع المال الموقوف، وعالج الكتاب قضية الوقف بشكل سلس وجميل، بعيداً عن التعقيدات الفقهية والحسابية، ويُعد هذا الإصدار أول إصدار إرشادي للواقفين يجيب على الكثير من التساؤلات المهمة، ويضع أُسساً علمية واضحة يسير عليها كل من رغب في إيقاف وقف أو إنشاء مؤسسة وقفية، وأرى أنه مما يعين القادرين على تأسيس أوقاف ذات مردود كبير، ونتائج منظمة.

أعود لموضوع هذا المقال الأساس وهو (الأقربون أولى بالمعروف) مؤكداً على أن حاجة المواطن السعودي لثمرات هذه الأوقاف مؤكدة، وما حالات العوز المنتشرة في أكثر من مكان من وطننا إلا إثبات على أن مؤسسات الوقف لم تصلهم ولم تجعلهم ضمن أولوياتها في الدعم والمساندة، لا أقول دعم لقمة العيش وإنما الدعم الأهم وهو دعم الكوادر البشرية بالتعليم والصحة والرعاية الشاملة، فهذا هو الدعم الحقيقي المثمر، المواطن في أكثر من مكان بحاجة إلى هذه المؤسسات الوقفية ذات رؤوس الأموال الكبيرة لتقف عوناً وسنداً له من أجل جيل صالح - بإذن لله - صالح في أخلاقه، صالح في علمه، صالح في صحته، فكما يقال (العقل السليم في الجسم السليم).

استمعت إلى لقاء مع بعض المستفيدين من مشروع الأمير سلمان للإسكان، ومما لفت انتباهي قول بعضهم إن تأمين السكن جعلنا نصرف جل وقتنا لتربية أولادنا وتعليمهم، وقد تحقق لهم ما أرادوا فكان منهم طلاب الطب وطلاب الهندسة والحاسب وغيرها, وهذا نتيجة الأمان النفسي أولاً وأخيراً، فالإنسان بلا أمان مهما كانت طموحاته وقدراته العقلية لا يمكن أن يتميز وينتج.

إن مشاريع الأوقاف في المملكة على ضخامة رؤوس أموالها إلا أنها كما أسلفت لم تحقق نتائج مقبولة على الصعيد الداخلي ولم تحدث تغيراً مفترضاً، مما يجعلني أقول ( الأقربون أولى بالمعروف ) لإحساسي أن هذه المؤسسات تنفق على مشاريع خارجية أو حملات توعوية غير مؤثرة، وقد أكون مخطئاً، ولكن المؤكد أن لا أثر حتى الآن لهذه المؤسسات الكبرى.

الأقربون أولى بالمعروف، نؤكد عليها وأنها فرض وليس سنة، وما ذلك إلا لأن للوطن وأهله حقاً على هذه المؤسسات التي ما قامت إلا بفضل الله ثم من خير هذه الأرض، وحري بأن يعود جل خيرها لأهلها.

ثقافة الوقف التي بدأت تنتشر حري أن يواكبها ثقافة البذل والعطاء، البذل الذي يكون بلا منٍ ولا أذى، ينمي الفكر ويرتقي بالإنسان لمصاف نخبة الأصفياء الانقياء، نحن مجتمع متراحم متراص متعاون على البر والتقوى أو هكذا يجب أن نكون، ولذا علينا جميعاً كلاً فيما يخصه ويقدر عليه أن نتعاون في سبيل أن تحقق هذه المؤسسات الوقفية الحكمة التشريعية من إيجادها، خدمة لوطننا وأهله الأعزاء، وأن لا يطغى العمل البيروقراطي على مؤسساتنا الخيرية والوقفية منها تحديداً، فرسالتها عظيمة الأثر لو قدر أن أوليت العناية الخاصة المخلصة المتلمسة لمواطن الحاجة لدى المجتمع.

خاتمة القول دعوات صادقة بأن يجزي الله كل واقف خير الجزاء، وأن يوفق القائمين على هذه الأوقاف لما فيه الخير والسداد.

والله المستعان ..

almajd858@hotmail.com
تويتر: @almajed118

يا أهل الأوقاف.. الأقربون أولى بالمعروف
إبراهيم بن سعد الماجد

إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة