Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 15/04/2013 Issue 14809 14809 الأثنين 05 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

قال أحد المساجين لصديقه في زيارة روتينية: حياتي كانت عُرضة للكثير من الظروف المعقدة والقاسية التي اقتادتني إلى هنا. فردّ عليه الصديق: حياتك هي مجموعة خياراتك!.

ليس السجن وحده كعاقبة هو أسوأ الخواتيم، خياراتنا قد تدلف بنا إلى أبعد من القضبان. قضبان الندم ربما، أو قضبان خسارة المال أو الأصدقاء أو الأهداف.

الفرق بين الشخصية القيادية والشخصية التبعية هي أن القائد دائما ما يفتش عن أسباب خسارته في دائرة خياراته وممارساته. الشخصية التبعية تبحث دائما عن «شماعة». ولو سرنا وفق خطة بحث روتينية في حياة كل منا سنجد أن الجميع واجه حالة متعددة البدائل وكان عليه أن يخوض تجربة اتخاذ القرار. لكن ليس الجميع يتخذ نفس السيناريو لهذا الغرض. من تجربتي في تلقي مشكلات العامة أجد أن الغالبية تلجأ في سبيل اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية إلى «الاستشارة». وهي أحد الأساليب الناجحة والضرورية لاكتمال أوجه مكعب الرؤى والحلول. لكن الاعتماد على الاستشارة وحدها ليس كافياً مطلقاً وخصوصا في مسائل حساسة كالزواج أو اختيار التخصص الأكاديمي أو العمل أو غيرها مما له تعلق وثيق بالمشاعر والرغبات والشغف الخاص.

ثم إن الاستشارات يجب أن تراعي بشكل دقيق اختصاص المُستشار، فلا يصح أن تتم استشارة متخصصي الهندسة في قضايا طبية مثلاً.. وهذا ما يقع فيه غالبية أفراد المجتمع. حيث يتراءى للبعض صفات معينة يمكن أن تجعل الشخص محل استشارة كالذكاء أو التقوى أو الثراء أو أي صفة قد تصبغه صبغة ناجحة. وهذا مخالف لشروط الاستشارة التي تشترط التخصص والتجربة كبندين مهمين لا يمكن تجاهلهما.

ولكنني أعود للتركيز على أن هناك شؤوناً لا يمكن أن تسلم للآخرين للبت فيها، وهي تلك التي تمس الوجدان والشغف والرغبات.

فلا يمكن للآخرين وإن أعطوا كل التفاصيل والمعطيات الخاصة بالمشكلة أن يتفهموها. لا يمكن للآخرين أن يشعروا بمدى الألم أو الحب أو المرارة أو الرغبة الملحة لدينا. لذلك أرى أنه من الأفضل أن نعرف جميعنا الإستراتيجية الناجحة في اتخاذ أي قرار. سواء كان قراراً تكتيكياً أو استراتيجياً أو ما يرتبط بالطوارئ أو الأزمات.

القرارات لابد أن تشمل ثلاثة أدوار:

1- تشخيص المشكلة ( problem solving)

2- صنع القرار ( Decision making)

3- عملية اتخاذ القرار (Decision taking)

الإجراءات الثلاثة تتيح لك عملية منظمة في اختيار أفضل البدائل. والجميل في الأمر أنه في حال تبين لنا أن القرار لا يناسب التغيرات الطارئة يمكننا تعديل القرار عن طريق ما يسمى بالتغذية العكسية مما يتيح صيانة دائمة للقرارات Decision maintenance.

ليس عيبا أن نتخذ قراراً خاطئا. فأي قرار يحمل نسبة 30% من الصواب علينا أن نتخذه بعزيمة وجرأة. حتى لو اضطررنا لصيانته مع الوقت. ذلك أفضل بمراحل من السلبية والاعتماد على الاستشارات التي قد يسقط عليها المستشار تجربته الخاصة ومشاعره ورغباته.

kowther.ma.arbash@gmail.com
kowthermusa@ تويتر

إني أرى
قرّر.. اقتنص الفرص!
كوثر الأربش

كوثر الأربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة