Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 17/04/2013 Issue 14811 14811 الاربعاء 07 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

(1)

لكل منا طريقته في التحرر من عثرات الحزن والألم، مهما بلغت قوتك، أحياناً لا بد لك من هروب، تحليق أو سفر، وهي إحدى الطرق لتحرير الروح من متاعبها..

في الأيام الماضية كنت في رحلة قصيرة.. تمت كما أردت لها إلا قليلاً من أحلام لازالت معلقة ما بين وبين، تركتها للمشيئة الإلهية..

كانت الألوان حولي جميلة عذبة كأنما اتفقت على أن ترافقني، فأنعمت علي بذلك الوفاء، أحب الأزرق في كافة أشكاله، تحولاته وتموجاته، أحبه لؤلؤياً حين أكتبه، مخملياً حين ألامسُه، مترفاً، باذخَ الجمال حين أرتديه، جامحاً متألقاً حين أتأمله.

(2)

حدثتني يوماً إحدى الصديقات قائلة لا تكتبي عن رواية أو قصة في الزاوية الأسبوعية، بل اكتبي عن هموم المواطن اليومية التي تشغله والتي يبحث دائماً عمن يطرحها ويضعها تحت المجهر.. وبما أنني لست كاتبة وحسب وإنما مواطنة أيضاً فقد تذكرت أنني طرحت الكثير من تلك القضايا ولم أجد استجابة، كنت أجد استجابة في بداياتي أو لمحدودية من يكتبون يومها، أما الآن فالكل يكتب.. على سبيل المثال “التويتر والفيس بوك” مفتوحان على مصراعيهما والهموم مطروحة على مد البصر، لكن السؤال الأهم، هل ثمة فائدة أو صدى؟!

(3)

عش صخباً، ترى عبر “التويتر” عجباً..

ذات مرة تبعني هناك شخص ما باسم مستعار “مشبوه” لا معرفة لي به، ولخبرتي القصيرة في التويتر، تركته يتابعني فالكثير من المتابعين عبر التويتر يتبعون إما لسبب لحظي أو شخصي لأن ثمة ما كتبته مثلاً لفت نظر أحدهم، وبدافع الفضول في لحظة استرخاء تصفحت تغريداته والصور المصاحبة لها فلم تعجبني حيث وجدتها غاية في الإباحية والخروج عن النص! قلت لابأس سيكتشف هذا الشخص أنني لست المتبوع (الفولونق) المناسب له ثم يمضي في سبيله، لكنني فوجئت به مرة وهو يرد على إحدى التغريدات، صُعقت حقيقة خشية أن يقرأ أحدهم تواصله معي فتذهب به الظنون كل مذهب، عندها فقط سارعت بإجراء عملية حجب (بلوك) له، لكنني لا زلت أتعجب مثل هؤلاء الغارقين في تلبية نداء غرائزهم، كيف لهم أن يكونوا في صفوف المثقفين أو حتى على الحد الأدنى من ممارسة الكتابة؟

(4)

أسوأ مايحدث لك هو أن تتابع قلاقل ومشاكل وأحداث عالمية تتصاعد هنا وهناك ولا تملك أنت تغييرها أو حتى الحد منها، ناهيك عن ذلك الاختلاط مابين الحابل والنابل الذي يجعلك تفقد القدرة على التمييز ما بين النفاق والكذب وما بين الحقائق، ولذا فقد توقفت منذ فترة قصيرة فقط عن متابعة أخبار ومشكلات العالم والتحليلات الاقتصادية والسياسية التي تثقل القلب وتملؤه ألماً ومرارة وخيبة، حين فعلت ذلك شعرت أني لا أستطيع الاستمرار على هذه الصورة، لا بد لي من عودة شئت أم أبيت وإلا سأكون خارج هذا الكون بأكمله.

فجرٌ آخر
إلا قليلاً..!
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة