Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 17/04/2013 Issue 14811 14811 الاربعاء 07 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في أي تجمهر تجد الأطفال الأقل صبراً والأعظم تذمراً.. وهذا ليس ببعيد عن طفولة الشعوب التي تريد تغييراً بلمح البصر.. وتريد عدلاً تاماً كأن الحاكم ليس من البشر.. وإن لم تصل إلى مرادها تبدأ بافتعال الشغب ويعقبه رثاء صاخب جراء ألم العقاب.

دعوني أطرح سؤالاً بسيطاً.. فتبسيط الأمور يقودنا مباشرة للمقصد في منطقة الشفافية حيثُ لا شعارات ولا مراوغة.

أيها الحانق الثائر أخبرني عن أسرتك.. بيتك وأبنائك.. هل تزعم أنك عادلٌ على كل الأصعدة بين أفراد أسرتك.. مادياً ومعنوياً.. وماذا عن حرية الرأي؟ أهي متاحة في حواراتك معهم؟

وهل تفرق في التعامل ما بين الابن الصالح والضال؟ المتمرد والمطيع.. الذكي والغبي.. المتعاون والأناني.. المستقل والمتكل.. الماهر والفاشل.

أليس أحدهم يستطيع أن يأخذ منك حقه لرجاحة عقله.. والآخر يناصبك العناد والعداء أحياناً.. ومع هذا بالذات أتراك تذعن له؟.. أم تدافع عن مملكتك وبيتك وصلاحياتك وهيبتك!

وماذا عن من يحاول تأليب أسرتك عليك.. ويتحداك عنوة.. هل تتحمله أم تضرب بيدٍ من فولاذ على تجاوزاته.

الآن أخبرني كيف برئيس أو حاكم؟ ومن ذا الذي تظنه يمكن أن يملك قدرات خارقة من العدل والمساواة والإصلاح في غمضة عين.. ليعممها على شعب يفوق تعداده الملايين؟!

إن كان ذلك مستحيل التمام في بيت واحد.. فهو محال في دولة واحدة.. ربما تقول إنها أمانة وإلا ليترك المكان لغيره.. دعني أطرح سؤالاً أكثر بساطة.. أليس في الحياة المعاق والعاجز والمريض.. وآخر صحيح البنية ومتعافٍ! أليست هذه أقدار ولله في ذلك حكمة سبحانه.

ومن باب أولى أن تظن أن البشر أعجز من أن يمنحوا ما لم يسمح به ربنا عز وجل بتساوي الحال..

لست هنا أرفع صوت “التطبيل” لأحد كما يظن البعض.. إنما أريد أن نصل إلى دورنا الصحيح في إصلاح الحال في دولنا وليس تدميره.. فالفوضى لحظة تعم من خلال دعوى المحرضين.. لا يمكن بأي حال احتواءها مهما كانت الخطط المعدة.

سألت أحدهم وأسألك أنت.. من يضمن أن هذا الحراك الشعبي في دولنا كما يطلق عليه المحرضون يمكن أن يمر دون سفك الدماء.. وانتهاك الأعراض.. ولو فرضنا جدلاً أنه مر مرور الكرام.. من ذا الذي بيده أن يكون الحاكم الخارق ليصلح كل شيء.. ويعطي كل ذي حق حقه.. وينشر السلام.. ويحارب الفقر حتى لا نجد فقيراً أو عاطلاً أو معتقلاً واحداً.. تلك أسطورة وبطلها خيالي لن نجده إلا في الخرافات.. ويصدقها الأطفال.. لذا فهم يحبون الرسوم المتحركة لأنها تمنحهم هذا البطل الهمام.

لا شك أن التأريخ نقل لنا سيراً وقصص مذهلة.. لكنها منقولة على أية حال.. فالتاريخ “فتوشوب” العصور الغابرة.. وإلا فهو يعيد نفسه.. لماذا لم يعد للبشرية ولو نموذجاً واحداً من خوارقه؟

الإصلاح لن يكون سريعاً.. ولن يكون والعنصرية باقية.. ولن يكون والشعوب تحلم بخرافة تخلصها من الظلم.. سيكون إذا تخلصت الشعوب من طفولتها.

amal.f33@hotmail.com

إيقاع
طفولة الشعوب!
أمل بنت فهد

أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة